تحرّكت بعض الأصوات في مصر، لتدعو على المباشر عبر فضائيات النايل سات، السلطات المصرية، إلى إرسال "كومندوس" من الشرطة أو الأمن أو حتى القوات الخاصة والمظليين، إلى بانغيلا، من أجل "تأمين المناصرين المصريين في أنغولا من الجزائريين"، ودعا هؤلاء صراحة إلى إجراءات أمنية عاجلة ووقائية "حتى لا يتكرّر سيناريو مذابح أمّ درمان" على خلفية مباراة النصف نهائي بين الخضر والفراعنة. * في هذه الأثناء، اجتمع أمس رئيس المجلس القومي للرياضة، حسن صقر، بمسؤولي 24 ناديا مصريا، حيث تناول اللقاء المباراة نصف النهائية بين محاربي الصحراء والفراعنة غدا الخميس ببانغيلا، وتقرّر إرسال "المئات" من المناصرين "المتعصّبين" ممّن يطلق عليهم في مصر اسم "الألتراس". * ولم يتضح حسب ما تسجله أوساط مراقبة، إن كانت هذه الدعوات أو "التحريضات" فردية ومعزولة من طرف أشخاص وجماعات هي نفسها التي أوقدت نار الفتنة وخططت ونفذت العدوان السافر، أم أن الفضائيات لم تتحرّك إلاّ "بإيعاز فوقي" بحثا عن "الثأر وردّ الاعتبار" رياضيا وشعبيا وديبلوماسيا؟ * ويرسم مراقبون علامات استفهام وتعجب أمام التغيّر الغريب والمفاجئ لأغلب الإعلاميين والرياضيين والمحللين المصريين، بعد أيام فقط من الإنخراط في حملة التشفي في الجزائر بعد هزيمتها الرياضية أمام منتخب مالاوي، وقد ركبت عندها الفضائيات المصرية خطاب السخرية فدعت الجزائر إلى الانسحاب من المونديال حتى تتشرّف مصر بتمثيل وتشريف العرب! * وقد توزّعت المطالب والاقتراحات التي سوّقت لها الفضائيات والصحافة المصرية: * أولا: إيفاد "قوات أمنية" ترافق المناصرين المصريين إلى أنغولا "قصد حمايتهم من الجزائريين" ومواجهة الوضع الأمني "المضطرب" هناك، على أن يكون هذا "الكوماندو" المصري بالزّي المدني لتفادي سيناريو أمّ درمان، حيث مازال مصريون يخيّل لهم بأن الجزائر أرسلت "عسكريين" إلى الخرطوم. * ثانيا: اقتراح تنظيم مباراة النصف نهائي بين الجزائر ومصر بملعب بانغيلا، دون جمهور، تفاديا لاحتكاك و"مواجهات" افتراضية ووهمية تظل حسب التوقعات والمخاوف المصرية محتملة الوقوع. * ثالثا: تدخل الحكومة الأنغولية، وإعلانها قرار عدم منح التأشيرات لمناصري البلدين، قصد إرغام المناصرين في الجزائر ومصر على عدم السفر إلى أنغولا وتفاديا لحدوث "صدامات" حسب توقعات الجانب المصري دائما. * وتأتي هذه التطورات بعدما كانت الخارجية المصرية رفضت طلبا رسميا تقدم به سمير زاهر، رئيس الإتحاد الرياضي، يقضي بإرسال قوات مصرية لحماية البعثة المصرية في أنغولا، وأكدت وزارة الخارجية أن "بعثة المنتخب الوطني في أنغولا تحظى برعاية أمنية كاملة وأن الوضع الأمني مستقر ولا يوجد ما يهدد أمن وسلامة أعضاء البعثة أو المشجعين المصريين المرافقين لها". * وقبل شروع أطراف مصرية في "التخويف" من سيناريو مماثل ببانغيلا، بعد تأهل الجزائر ومصر إلى الدور نصف النهائي، كان سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة المصري، قال في "نداء نجدة" عقب العملية الإرهابية بكابيندا، "منتخب بلاده في خطر ويحتاج الى قوات مصرية لتأمينه" وهو ما نقلته الصحف المصرية في وقته. * ولم يتأخر حينها مساعد وزير الخارجية المصري عن التأكيد في معرض رده على تصريحات زاهر، أنه "لا داعي أن يتصور البعض أنه بمقدوره التهرب من مسؤوليته عن طريق تخيل وجود أخطار محيطة بالفريق المصري والدفع بالمطالبة بقوات مصرية على أرض أجنبية"، مشيرا إلى أنه يجب على الجميع أن يعلم بأن "ما نرفضه لبلادنا لا يمكن أن نقبله للآخرين". * وموازاة مع ذلك، لم يتردّد اللواء صفي الدين بسيوني، رئيس بعثة منتخب مصر الوطني في كأس الأمم الإفريقية بأنغولا، في تقديم شكوى رسمية إلى الإتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، يؤكد من خلالها ضرورة "خضوع لاعبي المنتخب الجزائري للرقابة الشديدة تفاديا لإمكانية تحوّل ملعب مباراة مصر أمام الجزائر إلى ساحة قتال في ظل الحساسية الشديدة الموجودة بين البلدين منذ خروج منتخب مصر الوطني من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم". * وتضمنت الشكوى السابقة غير المبررة، "ضرورة توجيه نظر قوات الأمن الأنغولية إلى إمكانية إقامة جسر جوي من الجزائر إلى لواندا لنقل المناصرين". * وطالب رئيس البعثة المصرية بالاتفاق مع رئيس الاتحاد المصري، بضرورة "توفير الأمن اللازم قبل مباراة منتخب مصر والجزائر حتى لا يقوم المسؤولون الجزائريون بتكرار سيناريو الخرطوم". * كما عقد في وقت سابق، سمير زاهر رفقة وصفي الدين بسيوني عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس البعثة المصرية في أنغولا اجتماعا مع السفير أحمد طه نائب مساعد وزير الخارجية المتواجد مع البعثة المصرية في بانغيلا وذلك من أجل مباشرة التنسيق وبحث كافة الاستعدادات اللازمة في حال حدوث المواجهة بين الفراعنة والخضر في الدور نصف النهائي.