وزير خارجية مصر، تفرّج على مباراة الجزائر كوت ديفوار، بأثر رجعي، ولذلك اتصل أبو الغيط بمدلسي متأخرا وزفّه تهاني "أمّ الدنيا" بأثر رجعي وساعات فقط قبل مباراة الجزائر مصر ببانغيلا، وهو بذلك يريد تهدئة على المقاس، مثلما أرادها في مكالمة هاتفية سبقت مقابلة العار في 14 نوفمبر بالقاهرة! * مصر لا تبارك للجزائر على فوزها في أمّ درمان وعلى تأهلها للمونديال، لا بأثر قبلي ولا رجعي، بل تسبّ الجزائريين على فوزهم وتأهلهم، وتتشفى فيهم لأن مالاوي "ثأرت" لمصر من الجزائر، وتشكّك في مقابلة الجزائر ومالي لأنها كانت بوابة تأهل الجزائر للدور ربع نهائي، والآن يومين فقط قبل أن يعيد التاريخ نفسه وخوفا من ملحمة أمّ درمان، القاهرة تهنئ الجزائر "فوق القلب" على إسقاط الفيلة الإفوارية وترويضها وركوبها! * * مصر مازالت عايشة على وهم "مذبحة الخرطوم..!"، وعلى أكذوبة وخرافة البلطاجية والمطاوي و"وجبة المقاتل" والطائرات العسكرية واجتياح السودان، ولذلك تريد الآن إرسال "كومندوس" ومظليين إلى بانغيلا بحجة تأمين وحماية المصريين من الجزائريين هناك ومن أجل الفوز على الخضر والانتقام من الجزائر والسودان في أنغولا وبهدف المرور إلى الدور النهائي والظفر بكأس إفريقيا حتى ينسى المصريون فضيحة المونديال التي كانت بجلاجل! * * بعض المصريين يريدون لقوات الكومندوس وربما بقايا القوات المشاركة في حرب 67 و73 أن تفوز بكأس إفريقيا وتسحق فريق كرة القدم الجزائري بعدما فشل منتخب الفراعنة في مهمة الانتصار عليه بملعب أمّ درمان، ولذلك فإن الأصوات المصرية الداعية إلى إيفاد القوات الصاعقة و"رامبو" و"الدونكيشوت الديلامنشا" و"ڤريندايزر" و"ليزومبي" و"مليشيات"، تريد اكتساح أنغولا لتشجيع الفراعنة، فهل رأيتم في حياتهم جيشا مسلّحا يعوّض "الهوليغانز" و"الألتراس" لتسخين البندير في ماتش كورة؟ * * مازالت ملحمة أمّ درمان تثير نرفزة وصداع فضائيات العدوان وعرّابي الفتنة والأكشن، ولذلك يجهرون بمخاوفهم من تكرار هذا سيناريو فوز وتأهل الجزائر ببانغيلا، ويريدون من حكومة بلادهم ومن الباب العالي، أن يستغلّ الفرصة ليردّ الاعتبار ويثأر لهزيمة الخرطوم! * * وقد قالها الشهود ألّي ما شافوش حاجة ونجوم وأبطال "الهفّ"، إن مصر مطالبة بإرسال العسكريين حتى لا تتكرّر مهزلة الفنانين والممثلين الذين طاروا إلى الخرطوم، فكانت المسرحية بايخة ومفضوحة وبلا ملح، ولأن جماعة "هزي يا نواعم" من شاكلة محمد فؤاد وإيهاب توفيق وأحمد بديع ويسرا، فشلوا في إقناع الرأي العام بمجزرة أمّ درمان وأضحكوا العالم على تلك التمثيلية الفلكلورية والكوميكية، فإن مهندسي استهداف الجزائر والتآمر عليها، يريدون الآن إرسال جنرالات وألوية وقنّاصين وقوات مكافحة الشغب والتخريب إلى بانغيلا حتى يعودوا بكأس إفريقيا! * * الجزائريون لم يصدّقوا فضائيات الفتنة، لأنها اغتالت مرارا وتكرارا صدقها ومصداقيتها وتحوّلت إلى كائنات لابسة من غير هدوم، وبرعت في الكذب والنصب والعبث والسبّ، لم يصدّقوها لأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرّتين، ونحن نعترف أن هؤلاء لدغونا أكثر من مرة، لكن لا أحد يمنعنا من الاستيقاظ والاستفاقة بعدما استهدفوا كرامة وشرف وشهداء ورموز الجزائر. * * لا نريد النبش في الجراح، ولسنا دعاة فتنة، لكن لا أحد يجبرنا على نسيان الماضي من أجل مستقبل لا نريده بالنفاق والشقاق، والحال، أنّ المقابلة غدا ستكون رياضية بين فريقين لكرة القدم، ولا داعي هنا لتسييس القضية، ولا لمكالمة أبو الغيط ولا مداهنة ومهادنة الغندور وشوبير ومدحت شلبي وعمرو أديب ومصطفى عبدو وإبراهيم حجازي وغيرهم من "العيال"، ولا نحن في حاجة إلى "تشيات" زاهر واتحاده الرياضي، فالإزازة تكسّرت ولسنا بحاجة إلى ترميمها بالغراء والهراء! * * لم نصدّق مسرحيتكم الجديدة، لأنكم قبل أسبوعين فقط تشفّيتم فينا بعد خسارتنا أمام مالاوي، وضحكتم على مقابلتنا مع مالي، وصفقتم ورقصتم للهدف الثاني الذي سجله كوت ديفوار قبل التعديل والفوز الذي أخلط حساباتكم وأرغمكم على إعادة ترتيب أوراقكم وبيتكم، وتحوّلنا فجأة إلى حبايب وأشقاء وعرب، بعدما كنا حرامية وبلطاجية ولقطاء وبربر وهمج وإرهابيين وصيّع وبلد المليون جزمة وحقير، وبعدما أوهمكم غروركم وشروركم بأن دولتنا يسيّرها لوبي صهيوني ولذلك وأننا بلد العصابات وأن رئيس جمهوريتنا هو الذي قاد "مذبحة الخرطوم..!"، ولذلك حرقتم علمنا وكفّرتمونا ودعوتم العالم إلى مقاطعتنا! * * بعد كل هذه الجرائم والإساءات، لا تعتذرون ولا تعترفون، لكنكم تريدوننا أن نتنازل ونطوي الصفحة بلا شروط حتى تبقوا "أم الدنيا"، وكأننا شاركناكم مسرحية العار.. اعلموا أننا أمة لا تظلم لكنها عندما تُظلم تموت ولا تركع أو تخنع أو تبيع، فآسفون لأننا لا ننسى ولن نتناسى!