اعتقال ومحاكمة ما يسمى "خلية حزب الله في القاهرة"أول الغيث! حركة غير عادية في الكواليس السياسية بين بيروتوالقاهرة والرياض وباريس وواشنطن ولندن وتل أبيب، ورسائل مشفّرة وغير مشفّرة وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت مفادها أنّ الحرب في الشرق الأوسط باتت على الأبواب، وأن الحرب المقبلة سوف لن تبقي ولن تذر، وسوف تكون حرب كسر عظم. * وقد يمتّد الحريق ليصبح حريقا إقليميا واسعا، وفي زيارته الأخيرة إلى القاهرة سمع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرئيس المصري حسني مبارك قوله إن هناك تهديدات إسرائيلية جادة ضدّ لبنان.. وأن ظروف الحرب المقبلة ومسبباتها باتت مهيأة وتنتظر إسرائيل الذريعة للشروع في مغامرتها المقبلة، وحسب القيادة الإسرائيلية فإنّ حزب الله يشتري ويركّب أنظمة بالستية ويجب عليها تدمير مخازن حزب الله قبل تدمير الكيان الإسرائيلي. * وخلال جولاته الديبلوماسية الأخيرة إلى العواصمالغربية والعربية واشنطن وباريس ولندن والقاهرة، أسمع رئيس الحكومة الإسرائيلية قادة هذه الدول بأنّ إسرائيل لن تسكت عن تنامي قوة حزب الله الصاروخية، حيث أصبح هذا الحزب حسب نتنياهو يملك 80 ألف صاروخ والتي يصل مدى بعضها إلى 360 كلم. * وتزامنا مع هذه الرسائل والبرقيات السياسية أجرت إسرائيل مناورات عسكرية جوية وبرية وبحرية وصاروخية بالاشتراك مع الجيش الأمريكي، كما قامت إسرائيل بتأسيس القبة الحديدية ضد الصواريخ المحتملة ضدّها.. * وفي اتجاه آخر رفعت الأجهزة الأمنية في الدول الأوروبية حالات تأهبها إلى ما يسمّى الضوء البرتقالي الذي يسبق الضوء الأحمر، وذلك لأول مرة منذ وقوع موجة تفجيرات أنفاق القطارات في بريطانيا قبل سنوات، وفي المعلومات أن القارة الشقراء تتوقع أعمالا إرهابية مع دنو ساعة أجل الموقف الحاسم من المشروع النووي الإيراني ووقوع هجوم عسكري إسرائيلي كبير على حزب الله في لبنان. * وقد كتب المحلل الإسرائيلي عميد رور في جريدة "إسرائيل اليوم" أنّ القدرات التي يبنيها حزب الله في فترة ما بعد حرب تموز -جويلية تطرح سؤالا قاسيا أمام إسرائيل، هل يجب عليها المبادرة إلى عمل هجومي استباقي ضدّ حزب الله أم انتظار قيام المنظمة بهجوم لترد عليه. * ولأنّ المسألة تعنيه بالدرجة الأولى، فقد التقط حزب الله كل هذه الرسائل وغيرها، بل استوعب حتى الرسائل الأمنية التي أفرزتها الحرب الأمنية بين الجهاز الأمني لحزب الله والموساد في الساحة اللبنانية وغيرها، وإعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن حزب الله في كامل الجهوزية على هامش الملتقى الدولي لدعم المقاومة في بيروت معناه أن حزب الله في حالة استنفار، وهو كذلك في حالة استنفار كامل تحسبا للمعركة المقبلة.. * وتؤكّد مجموعة المعلومات من المحاور المعنية بأي حرب مقبلة في الشرق الأوسط وهي إيران وسوريا وحزب وحماس أن الجميع يعتبر أن سنة 2010 هي سنة حسم، وسنة حريق آخر، وحتى عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان)، قال في وقت سابق لصحيفة هآرتس إن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن ظروف الحرب في العام 2009 أو 2010 ستكون أفضل بالنسبة له، حيث أن إسرائيل تكون قد استجمعت قدراتها وكافة قواتها، وبحسب عاموس يدلين فإن إسرائيل تواجه خمسة تهديدات؛ إيران وسورية وحزب الله وحماس والجهاد العالمي. * واعترف عاموس يدلين بأن حزب الله سيصل إلى أوج قدرته العسكرية في العام 2010 أي هذه السنة، وأن هذا الأخير طور من قدراته خمسة أضعاف وبات يملك أسلحة متطورة للغاية، فالقدرات البرية لحزب الله تضم عدة آلاف من المقاتلين المدربين تدريبات عالية على خوض حرب عصابات والمسلحين بأسلحة جيدة وأخرى متطورة كصواريخ الكرونيت والار بي جي 29 بالإضافة إلى تطويره القدرات الصاروخية، حيث يمتلك حزب الله أكثر من 20 ألف صاروخ باعتراف السيد حسن نصر الله قبل 4 سنوات عقب حرب تموز -جويلية 2006 مباشرة، وهذه الصواريخ متنوعة كالكاتيوشا الى صواريخ الزلزال 2 التي يقدر مداها ب 200 كلم والكاتيوشا صاروخ قصير المدى ذو حمولة متواضعة ولا يصيب هدفه بدقة. * وصاروخ الفجر 3 وهو صاروخ متوسط المدى يصل حتى مدى 45 كلم وهو مطور عن الكاتيوشا وهو من تصنيع ايراني. * وصاروخ الفجر 5 صاروخ ذو مدى بعيد يصل الى 75 كلم صناعة ايرانية. * وصاروخ الخيبر 1 وهو صاروخ طويل المدى يحمل رأسا متفجرا بقوة 100 كلغ استخدمته المقاومة خمس مرات في قصف حيفا. * وصاروخ الزلزال 1 وهو صاروخ بعيد المدى وهو ليس صاروخا بالستيا طوله 8 أمتار ومداه 120 كلم. * الزلزال 2 صاروخ ثقيل يستطيع حمل رأسا بزنة 600 كلغ لا يمتلك اجهزة توجيه لكنه صاروخ ذو فعالية عالية. وأضاف حزب الله لهذه القدرات حزمة صواريخ من طراز M 600 وهي صواريخ أرض أرض متطورة وسورية الصنع. * وحسب التقدريرات الإسرائيلية فإن حزب الله يمتلك بشكل مؤكد صواريخ سي 802 بالغة التطور. ولهذا يعترف الموساد الإسرائيلي بأن القدرات التنفيذية ل "حزب الله" هي في مستوى دول وليست في مستوى "منظمة ارهابية"، على حد تعبير الاستخبارات الإسرائيلية. * ويذهب الاستراتيجيون العسكريون في إسرائيل إلى القول بأن نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم وإنتاجها للقنبلة النووية، ونجاح حزب الله في إقامة بنية عسكرية قوية ومتطورة ،ونجاح سوريا في تطوير قدراتها الصاروخية البالستية، ونجاح حركة حماس في تطوير صواريخها المحلية الصنع ليتعدى مداها 45 كلم، سيضع الكيان الإسرائيلي في خضم مربع ناري الأضلاع، والسكوت عن هذا المربع سيفضي إلى دنو الحريق إلى البيت الإسرائيلي، وأن إسرائيل كلما استسلمت للزمن نجح هذا المربع في تمتين قدراته العسكرية، ولذلك وجب تفكيك هذه الأضلاع الأربعة بسيناريوهات مختلفة ودقيقة وبالتنسيق الكامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. * وأمريكا التي باتت مقتنعة بوجهة النظر الإسرائيلية، والتي قررت أن تعيد لتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل وهجه السابق قررت وبسرعة مفاجئة أن حربها في العراق انتهت، وأن الطالبان مرحب بهم في المشهد السياسي الأفغاني، ولم تكن الإدارة الأمريكية لتقدم على ذلك لولا بداية ارتسام سيناريو حريق جديد في الشرق الأوسط. * ولا شك أن الحرب المقبلة لن تكون أحادية الجانب، صحيح أن التسريبات الأمريكية تنص على أن الأمريكيين لن يعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب مفاعلات إيران النووية في بوشهر وغيرها، غير أن المناورات العسكرية الأخيرة بين الجيش الأمريكي والإسرائيلي وتلقي إسرائيل لترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للصواريخ وزيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى تل أبيب، وقيام رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أشكينازي بزيارة إلى واشنطن حاملا معه كلمة سر بداية الضربة على إيران.. كلها مؤشرات تكشف عن مدى التنسيق الدقيق بين تل أبيب وواشنطن .. * وحسب بعض الدراسات العسكرية والأمنية فإن العقل العسكري الإسرائيلي والأمريكي يعتبر أن الحرب ضدّ إيران هي حرب ضدّ حزب الله، إذ لا يمكن للولد أن يقبل بأن يحرق والده، ولذلك يرجح هذا العقل أن أي ضربة لإيران ستعقبها ردة فعل عسكرية في لبنان، وإذا تكفلت واشنطنبإيران فإن إسرائيل ستتكفل بلبنان، وذلك عبر استراتيجية ثنائية تكمن في إيصال القوات البرية الإسرائيلية إلى نهر الليطاني والقضاء الكامل على منصات الصورايخ التابعة لحزب الله، وإنزال عسكري في منطقة البقاع اللبناني لمنع وصول الإمدادات العسكرية السورية إلى حزب الله، وحسب هذا العقل فإن الجبهة السورية ستحافظ على موقفها الداعم لوجستيا لحزب الله، أما حركة حماس فهي باتت مقطوعة بطرفي مقص الجدار العازل الإسرائيلي والجدار الفولاذي المصري. * وهناك هاجس يؤرق إسرائيل وهو الإرباك الأمني والعسكري الذي قد تحدثه صواريخ حزب الله ضد القواعد العسكرية الإسرائيلية وحتى المطارات الحربية، ولأن الكيان الإسرائيلي يعتبر أن الحرب المقبلة ستكون جدية وحاسمة فقد قرر تغيير قواعد التكتيك والاستراتيجية، كما قال ضابط إسرائيلي لمراسل صحيفة "جيروزاليم بوست" من أن "مهمة الشعبة الجديدة هي وضع معايير لمستويات الحماية المطلوبة للقواعد، ولتمكينها من مواصلة العمل خلال الحرب، وخاصة للقواعد المرجح أن تتلقى ضربات صاروخية خلال الحرب المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن "وزارة الدفاع الإسرائيلية عملت على تعزيز الدفاعات حول قواعد سلاح الجو، وغيرها من المنشآت المهمة، وتحديدا في المنطقة الشمالية وعلى طول الحدود مع قطاع غزة"، مضيفة أن "سلاح الجو الإسرائيلي وزع على قواعده مواد خاصة قادرة على إصلاح المدرجات بسرعة، وتمكين الطائرات من الإقلاع والهبوط في حال تعرضها لصليات من الصواريخ". وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي فإنه "في حال اندلاع حرب مع حزب الله، فإن سلاح الجو سيعمل على نقل طائراته إلى قواعد بديلة"، مشيرا إلى أن "الإجراءات المتبعة لاستدعاء الاحتياط خلال الحرب المقبلة، ستكون مغايرة عن السابق، وسيستدعى عناصر الاحتياط إلى مناطق سرية بدلا من أماكن الاستيعاب التقليدية، بناء على تقدير أنّ العدو سيستهدفهم بالصواريخ". * وإذا كان كل طرف قد أعدّ عدته، وتهيأ للحرب، وإذا كان حالة الاستنفار القصوى هي السارية ليل نهار في كل القطاعات العسكرية في إسرائيل، كما في وسط المقاومة الإسلامية اللبنانية وغيرها، فكيف سيبدأ سناريو المواجهة التي يعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنها ستكون آخر الحروب، وأن خارطة الشرق الأوسط ستتغيّر، لكن ماذا لو لجأ الكيان الإسرائيلي إلى الخيار النووي!!!