شكرا للفريق الوطني... رغم الانهزامات الأخيرة، استطاع سعدان وفريقه المعاون أن يظهر العديد من الإنجازات، أهمها ادخال الفرحة على العديد من الجزائريين، بل الملايين في الداخل أو الخارج البلاد، والاحساس بالإنتماء "الوطني" الذي فقدناه لأزيد من عشرية!! فجعل الراية الوطنية قبل أن تخفق في الملاعب، وشوارع العالم، خفّاقة في قلوب العديد من الجزائريين، مما فشلت في إرسائه الكثير من السياسات والأنظمة المتعاقبة!!... * * شكرا للفريق الوطني... من خلاله تعرّفنا على عقلية وسلوكية الجزائري البسيط من نيف ورجولة، وشجاعة، وعدم الاستسلام للواقع، وقد تحقق ذلك في العديد من المرات، رغم أن هذه الخصال "افتقدناها" و"تبخرت" لدى العديد من الأفراد تحت أعباء الحياة اليومية ومطالبها، فأصبح الجزائري تائها عن بوصلته "القديمة".. * شكرا للفريق الوطني... الذي حسّن رتبة الجزائر دوليا، من مرتبة رابعة إفريقيا، ومرتبة جدا مرتفعة عالميا في كرة القدم، رغم تأخرها في مجالات عديدة، من ضمنها المرتبة (111) في تقرير الفساد عن منظمة الشفافية الدولية، والمرتبة (112) في مجال تسهيل التجارة، والمرتبة (96) عالميا في مجال الحكومة واستقرار الخدمات، والمرتبة (104) في التنمية البشرية الخاصة بمنظمة (PNUD) برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمرتبة (115) عالميا في مجال السياحة، والمرتبة (146) عالميا من حيث مؤشر جودة ونوعية الحياة لسنة 2010 حسب المجلة الأمريكية الحياة الدولية، دون أن ننسى أن أفضل جامعة جزائرية في صنف (23) إفريقيا و(4132) دوليا... وأنتهي هنا، فالقائمة قد تطول!! * شكرا للفريق الوطني... الذي استطاع أن يوحّد الجزائر من تائها إلى طائها (الطارف، تلمسان، تندوف، الجزائر) بل بين جزائريي الداخل والخارج، وبين مختلف الأصناف السياسية، وبين الرسميين والمعارضين، مادام السقف واحدا، وهو الجزائر أولا وأخيرا!!.. * فالشكر موصول "للاعب الثالث عشر للفريق الوطني" في مختلف ملاعب العالم وإفريقيا المشجعين والمناصرين، الذين أثبتوا حسهم العالي من المسؤولية، والحنكة، والتضحية في سبيل إرساء "نجمة الجزائر" عالية خفاقة، فقد أكدوا رغم المصاعب والتهديد، أن كل ذلك قد يهون مادام صاحب القضية أسدا في تفكيره ومواقفه... وذلك ما لم يفهمه العديد من مسؤولينا. * فكم كنت فخورا بجزائريتي، أثناء أسفاري، يوم المقابلة بين مصر والجزائر وأنا في غرفة الانتظار، والكل يتساءل عن نتائج الفريق الوطني، ويبحث عن قناة "لنقل المقابلة" ومتابعتها بالمطار. * فنتمنى أن هذا الفخر قد لا يقف عند حد المشاعر، فيتعداه للوثائق الرسمية باسترجاع "الأخطر" أو "البسبورة" هباته، وشنباته المفقودة. وأن يكون التعامل بالمثل، والسن بالسن، لمن يهين "الجزائر". وأن لا يكون تصرّفا على شاكلة ذر الرماد... * فالكرة، والكرعين، أو الفريق الوطني خلق ديناميكية جديدة، فشكرا، وألف شكر، نتمناها أن تستغل أحسن الاستغلال "في خلق عراك" جدي بين مختلف الجزائريين، وفي مختلف المجالات، ليس على أساس ركب الموجة، أو الاستغلال غير الشريف، بقدر ما تكون عامل وحدة، ولإرساء العديد من القيم... * و الآن، بعد الدورة الجد مشرفة للفريق الوطني، وهدوء الخواطر والنفوس، وطي الصفحة، حان الوقت لاستخلاص الدروس والعبر، أولها أنه بلا شيء يمكن الوصول للمعجزات. المهم وجود النية والإرادة والعزيمة، فقد كان الفريق الوطني أنموذجا حيا لتطويق المستحيل، فعلى باقي المؤسسات الأخرى في الدولة الاقتداء به. أما الدرس الثاني المستخلص، أنه بقدر ما ركز الفريق الوطني اهتمامات الأفراد والشعب عليه، بقدر ما كثر الانتهازيو، وشبه المحلليين، والوصوليين عليه، فالبعض استعملها للتجارة، والبعض الآخر للاستعمال السياسوي، وفئة أخرى للإسكات والتخفيف عن الآلام التي تعاني منها الأمة على شاكلة" البنادول"، أي للتخفيف عن أعراض المرض دون القضاء على جذوره أو استئصاله. * وأخيرا، نجدد شكرنا للفريق الوطني، ولكل من ساهم في خلق "البيئة" للانتصار، وإدخال الفرحة للعديد من الجزائريين، دون أن ننسى دور الإعلام والصحافة التي كانت عاملا حاسما لتبني قضايا الأمة، وإفشاء الشعور بالاعتزاز بالوطن وحماية مقدساته، والدفاع عن كل من يعتدي على الخطوط الحمراء... كما كانت لبعض عناويننا الصحافية مآخذ بدلا ما تنظر للصورة الكلية للرسم البياني، دون التوقف عند منحنى بياني دون الآخر، توقفها الجزئي قد يشوش على الآخر، ويدخل الريب، ويحدث الارباك، وما أكثرهم في جزائرنا الذي يطبق هذه الاستراتيجية على خلفية "ويل للمصلين" دون إكمال الآية فتصبح مبتورة عن معناها، ومشوهة التفسير!!...