انقسم الأئمة ما بين مؤيد ومعارض لتعليمة غلام الله، القاضية بتجنيد المساجد لحث المصلين على المشاركة القوية في الاستحقاقات الرئاسية القادمة، واستقبلت مختلف النقابات وتمثيليات الأئمة هذه التعليمة بمواقف متعارضة، وتحليلات متباينة، حيث اعتبرت نقابة الأئمة هذه التعليمة من صميم مهمة المسجد في الحفاظ على المصلحة العامة، فيما رفض المجلس المستقل للأئمة أي تعليمة من شأنها تسييس المسجد والدعاية لأغراض انتخابية وسياسية من فوق المنابر، في حين أبدى العديد من الأئمة ارتياحهم لهذه التعليمة، في حين وصفها آخرون بالدخيلة على العمل المسجدي الذي يجب أن يقتصر على التوعية والتحسيس فقط. وأكد رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي ل"الشروق" أن دعوة غلام الله لا تتعارض مع وظيفة المسجد في إرشاد وتوجيه الناس نحو المصلحة العامة التي من شأنها أن تحفظ استقرار وأمن البلاد، وأضاف أنه ضد الترويج للأحزاب ،وأي مرشح آخر قائلا "نحن سندعو الناس للمشاركة في الانتخابات وليس للعهدة الرابعة"، مؤكدا أن إقحام المساجد في السياسة خط أحمر، ولا يجوز الترويج لمرشح دون آخر ولو كان هذا المرشح رئيس الجمهورية. من جهته رفض رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة الأستاذ جمال خول أي توظيف سياسي للمسجد مهما كان نوعه، مؤكدا أن وزير الشؤون الدنية من حقه أن يصدر هذه التعليمة بصفته المسؤول الأول على القطاع، لكن لا يجوز أن نجبر الإمام على موقف سياسي معين ولو كان الترويج للانتخابات التي اختلف حولها الناس ما بين مقاطع ومشارك، وهذا ما سيجعل الإمام في حرج كبير، وأكد أن موقف المجلس من تعليمة الوزارة سيكون واضحا بعد تلقي هذه التعليمة بشكل رسمي وسننظر إذا كانت تتعارض مع قوانين تسيير المساجد. ومن جهتهم، انقسم الأئمة ما بين مؤيد ومعارض لهذه التعليمة، حيث وصفها الإمام سليم محمدي، وفارس مسدور بالأمر الإيجابي، لأنها تدخل حسبهم في إطار توعية الناس بضرورة الابتعاد عن ظاهرة النقد السلبي وسياسة الهروب إلى الوراء وعدم المشاركة في استحقاق يهم جميع الجزائريين، فيما انتقد بعض الأئمة المحسوبين على التيار الوهابي هذه التعليمة، واصفين إياها بالسياسية والبعيدة عن دور الإمام.