قانون المرور الجديد من العقوبات "الرمزية" إلى تجريم المخالفين تجددت أمس الحركات الاحتجاجية وقطع الطرقات في عدة مناطق من الوطن، حيث كانت الوسيلة الوحيدة لإيصال المواطنين والعمال وحتى التلاميذ انشغالاتهم إلى المسئولين الذين "تسمروا" في مكاتبهم، فيما فضل آخرون إرسال تعزيزات أمنية لتفريق المحتجين بواسطة القوة، فيما تبقى لغة التهديد بتصعيد الوضع مستقبلا سيدة الموقف. عاود أمس سكان بلدية الدويرة الذين تم تهديم سكناتهم ومحلاتهم مؤخرا احتجاجهم من خلال قطع الطريق باستعمال الحجارة والمتاريس، حيث شلوا حركة المرور عبر الطريق المؤدي إلى ولاية البليدة، بعد ما رفضت الجهات المعنية إعادة إسكانهم أو تعويضهم على ما تم تخريبه، مؤكدين أنهم يملكون الوثائق التي تثبت شرعية سكناتهم ومحلاتهم، وقد تم الاستنجاد بالقوة العمومية لتفريق المحتجين بعدما رفضوا فتح الطريق. وببلدية أهل القصر جنوب شرق البويرة قام السكان بغلق الطريق الولائي رقم 124 الذي رقي مؤخرا إلى طريق وطني، احتجاجا على ندرة الماء وتذبذب توزيعه وكان استلامهم لفواتير استهلاك الماء رغم انه غاب عن حنفياتهم طيلة 8 أشهر وهي القطرة التي أفاضت الكأس. وبذات الولاية احتج أصحاب الأسلحة للمطالبة باسترجاع أسلحتهم المودعة لدى السلطات الأمنية منذ ما يقارب 18 سنة كاملة عقب الإجراءات الاحتياطية، كما طالب مواطنون ببنادق الصيد التي بقيت يحوزة مصالح الأمن، وكانت ساحة الولاية ومقر الديوان من نقاط الاحتجاج، حيث يجتمع ما يزيد عن 300 مواطن أسبوعيا للمطالبة بأسلحتهم. من جهة أخرى، دخل إضراب عمال مؤسسة التهيئة والمنافع العامة ومختلف الإنجازات ببومرداس أسبوعه الثاني للمطالبة بدفع مستحقات رواتبهم رغم تلقيهم لنسبة منه على خلفية الإضراب السابق. العمال الذين يزيد عددهم عن 200 عامل، اعتصموا أمام مقر المؤسسة، رافضين اقتصار الوصاية على دفع نسبة 60 بالمائة المتبقية من راتب العمال لشهر أكتوبر الفارط الذي تقاضى العمال نسبة 40 بالمائة من أجرهم. مطالبين بدفع مستحقاتهم التي تراكمت منذ أربعة أشهر كاملة. وببومرداس دائما، عاود صباح أمس عشرات المواطنين من قرية أولاد غالية تجمهرهم على قارعة الطريق بالمحور الرابط بين أولاد موسى خميس الخشنة، حيث شلوا حركة المرور باستعمال العجلات المطاطية والأعمدة والمتاريس تعبيرا منهم عن تماطل مصالح البلدية في وضع الممهلات على مستوى الطريق الرئيسي الذي يهددهم بالموازاة مع السيل المتدفق للسيارات والمركبات المستعملة للطريق في ظل فتح جسر المحول الشرقي لمدينة خميس الخشنة. وبالمسيلة، تواصلت الحركة الاحتجاجية ببلدية بلعايبة بسبب رفض المواطنين لقوانين المرور الجديدة، حيث أغلق المحتجون الطريق الوطني رقم 28 المؤدي إلى باتنة بواسطة العجلات المطاطية والمتاريس وأشعلوا فيها النار، مطالبين بمراجعة هذه القوانين. كما دخل تلاميذ اكمالية الرايس بسيدي موسى بالعاصمة في إضراب عن الدراسة في شكل احتجاج على الطريق الوطني رقم 155، بسبب اهتراء الطريق المؤدي لمتوسطتهم، حيث أعربوا عن استيائهم الشديد إزاء الحالة المزرية التي أضحوا يعيشونها مع كل تساقط للأمطار.