طفت على سطح ولاية باتنة، حركات غير مسبوقة ذات شعارات ومطالب متصلة بالحريات والديمقراطية والمواطنة، وأولى هذه الحركات هي "حركة بزايد" التي ظهرت علنا خلال وقفة احتجاجية السبت الماضي، ضد مزحة سلال والعهدة الرابعة، ثم أعادت الكرة الإثنين الماضي، وهي متكونة من مثقفين وإطارات جامعيين وبطالين وأبناء شهداء لا ينتمون لأي تشكيل سياسي أو حزبي، هدفهم الدفاع عن قيم المواطنة والجمهورية من خلال بروز الجيل الجديد المناقض في أفكاره وتوجهاته للجيل القديم بأحزابه ومنظماته. ويرى هؤلاء أن ولاية باتنة، التي تضم جامعة بتعداد 55.000 طالب ومسرحا جهويا ومعهدا للموسيقى، ونقابة محامين وكلية للطب من حقها أن تمارس السياسة بشكل حر ومدني، يعيد ترتيب البيت وفق قواعد جديدة مبنية على الكفاءة والعلم والنزاهة والمصداقية، تنهي عقودا من الركود والجمود والرداءة على جميع المستويات، بسبب سيادة أحزاب ومنظمات ومؤسسات لا تمارس النقد بل إن كل أهدافها الدفاع عن المنظومة السياسية، والماضي بدل الدفاع عن المستقبل في ظل تطورات عالمية لن ترحم المتخلّفين عن الركب. وظهرت حركة أخرى تدعى "حركة أحرار الأوراس"، المشكلة من جامعيين وأطباء وصيادلة، وأبناء مجاهدين وأبناء شهداء ومناضلين سابقين في حزب جبهة التحرير الوطني، وعدة أحزاب أخرى وهي مشكّلة من أبناء الأوراس عربا وأمازيغ، وتنوي التوسع عبر جميع بلديات الولاية ودوائرها وفق مفهوم المجتمع الحر المبني على الكفاءة، لا الولاء والنزاهة بدل فكرة الأعيان، ويؤكد الناطق الرسمي ورئيسها "للشروق" أن العروشية الوهمية ومنطق الأعيان الذي لا يتواجدان سوى في طبقة سياسية فتحت مقاولات وورشات للاستثمار في روابط الدم بدل رابطة القيم، وما عادا قادرين على بناء مشروع سياسي واجتماعي جديد لجيل لا يؤمن بالسياسة القديمة. ولم تخل الساحة أيضا وإن اعتقدت الجهات الرسمية، بعدم وجودها من حركة "بركات" التي بدأت تنشط في الوسط الجامعي والمهني، حيث يقول أحد أعضائها المؤسسين ومنسق ولايات الشرق، إنهم في اتصال مع عشرات الكوادر الطبية والحقوقية والشبانية، لوضع برنامج يدافع عن مبادئ ديمقراطية وفصل السلطات والتداول على السلطة، وتحديد العهدات من خلال دستور جديد يتيح للجيل الجديد التعبير والمشاركة السياسية مثلما يريد، وليس مثلما يراد به وله.
وقفات احتجاجية ضد مزحة سلال في خنشلة اختار أمس، العديد من سكان بلديات الولاية خنشلة، تاريخ 19 مارس عيد النصر، للخروج إلى الشارع في وقفات احتجاجية، شهدتها الساحات العمومية ومداخل المرافق والمصالح العمومية، استنكارا لمزحة عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح للرئاسيات عبد العزيز بوتفليقة، مطالبين بإقالته. وكان المحتجون بمدينة خنشلة، قد اجتمعوا بمقر ساحة عباس لغرور بقلب المدينة، حاملين لافتات بشعارات ترفض العهدة الرابعة، واعتصم آخرون ببلديات الولاية أمام المقرات العمومية من بلدية، دائرة، أقسام الري والفلاحة ومراكز البريد والصحة وغيرها، وطالبوا رئيس الجمهورية، بالتدخل واتخاذ إجراءات صارمة مع كل من تسمح له نفسه الاستهزاء بمنطقة كانت منذ التاريخ صمام آمان الجزائر. وبمقر دائرة أولاد رشاش، التي احتضنت مناسبة الاحتفال الرسمي بعيد النصر، رفع شباب المدينة لافتات في مسيرة سلمية بقلب المدينة انتهت بالاعتصام أمام مداخل المقرات التي تحتضن المناسبة، حيث حملت عبارات المطالبة برحيل سلال ورفض العهدة الرابعة.