يلتقي اليوم قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي مع المترشح السابق لرئاسيات 17 افريل علي بن فليس الذي يقود ما يسمى "قطب القوى من أجل التغيير"، للتشاور حول الوضع السياسي الراهن، وسط تكهنات ومخاوف من وجود صراعات خفية حول الزعامات بين الشخصيات البارزة في طرفي المبادرتين، فيما يرى آخرون أن اللقاء لن يعدو سوى أن يكون تشاوريا ولا يعني انصهار الطرفين. يقول المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أنه لا يمكن لعلي بن فليس قيادة المعارضة السياسية الحالية رغم اتفاقها على عنوان واحد "مرحلة انتقالية"، لأنه لا يملك حزبا سياسيا، شأنه شأن الشخصيات الوطنية التي دعت إلى نفس العنوان، كرئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وطالب الإبراهيمي، وسيد احمد غزالي. كما لن يقبل حسبه أي حزب قاطع الانتخابات أن يقوده بن فليس الذي رفض الأخذ بنصيحة هؤلاء بالانسحاب من سباق الرئاسيات، خاصة مع ارتفاع نسبة المقاطعة (40.30 بالمائة) والتي قرأها دعاتها نجاحا باهرا يحسب لها. وأضاف رزاقي أنه لو لن يؤسس حزبا سياسيا ويعقد مؤتمره التأسيس، يبقى كلام بن فليس كلام أي مترشح "خاسر" في الرئاسيات، مبرزا أن قوة بن فليس في تأسيس حزب سياسي وليس في اسمه، خاصة مع إمكانية التحاق عدة مناضلين معارضين للقيادة الحالية في حزب جبهة التحرير الوطني ببن فليس مع شخصيات أخرى قد لا تجد أسماءها في طاقم الحكومة الجديدة التي سيعلن عنها خلال نهاية الأسبوع. ويعتقد رزاقي أن عهد الصراع على الزعامات قد ولّى من دون رجعة، لأن الأوضاع والظروف السياسية قد تغيرت، مشيرا إلى اللقاء الذي يجمع اليوم بين علي بن فليس وقادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي سيكون تشاوريا محضا حول راهن الوضع السياسي. وأكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري على أن المرحلة الحالية ليست مرحلة التنافس على البرامج والأيديولوجيات، ولكنها مرحلة حفظ البلاد من مخاطر سوء التسيير وتوفير الظروف المناسبة لتحقيق الحريات والمحافظة على مؤسسات الدولة وضمان شروط العمل الديمقراطي، حيث رحب مقري بإعلان علي بن فليس تأسيس قطب سياسي معارض.