أرجع عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، ما سماه تراجع هيبة الدولة إلى غياب الرئيس عن الساحة واستغلال بعض مقربيه الوضع لينقلوا له ما يريدون إيصاله، الأمر الذي يجعله -حسبه - أسيرا لما تنقله أعين الآخرين إليه، مضيفا أن حمس قد سبق وأن توقعت الاضطراب في الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد بعد العهدة الرابعة. وقال عبد الرزاق مقري خلال افتتاحه ضمن "منتدى الفكر والسياسية"، أمس، بمقر الحزب، أن المآسي والاضطرابات الاقتصادية التي تعرفها البلاد سبق وأن تنبأت بها حركة مجتمع السلم، خاصة وأنها حذرت من العهدة الرابعة للرئيس، وأضاف مقري " كنا نتمنى أن تكون الرئاسيات الماضية فرصة جادة للانطلاق نحو الأفضل"، غير أن الواقع - برأيه - يثبت العكس مع استمرار الصراع داخل أروقة الحكم. كما انتقد مقري، خلال الندوة الأطراف التي تسعى إلى إعادة الصراع حول مسألة الهوية ب"دعم لغة المستعمر" ودعوتها لتعميم الخمور في المجتمع، واصفا الأمر ب"المعارك الهامشية"، في إشارة إلى وزير التجارة عمارة بن يونس والتعليمة الأخيرة بخصوص الخمور، بالقول إن هدفها "إلهاؤنا بمعارك هامشية وقضايا محسومة"، مضيفا أن هناك بعض الأقليات تريد زرع العداوة بين العربية والأمازيغية، مؤكدا أن حمس "لا تشعر بالتوتر" تجاه هذه الثقافة بل أنها "تمجد الأمازيغية". من جهة أخرى، عاد مقري للكتاب المثير للجدل "الجزائرباريس علاقات حميمية" الصادر في فرنسا واصفا إياه "بالمخيف "لأنه يفضح - حسبه - وجود نخبة من المسؤولين المرتبطين بالمستعمر السابق، وتساءل عن أسباب تخلف النيابة العامة في الجزائر عن التحرك وفتح تحقيق في ما جاء في الكتاب، معتبرا أن بعض ما جاء فيه "خطير"، مشيرا إلى أن "الأسماء المذكورة فيه تستأثر برموز السيادة"، في البلاد. كما حذر مقري من تزايد نفوذ رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد في عملية اتخاذ القرار السياسي، من خلال استقباله الوزراء والسفراء، معتبرا أن بقاء مثل هذه التصرفات سوف تحوّل الجزائر إلى نموذج أمريكي يسيطر فيه رجال المال والأعمال على القرار السياسي في البلاد. في سياق آخر كشف مقري عن إطلاق مشروع مراجعة لبرنامج الحركة بهدف مواكبة التحديات الراهنة التي تعرفها الساحة الوطنية، داعيا مناضلي الحزب إلى تحقيق ذلك من خلال تكريس مبدأ العمل لخدمة الجزائر دون غيرها .