ما يقوم به علي حداد أمر غير مقبول انتقد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، الأطراف التي تسعى إلى إعادة الصراع حول مسألة الهوية ب"دعم لغة المستعمر" ودعوتها إلى تعميم الخمور في المجتمع، واصفا الأمر ب"المعارك الهامشية"، موجها دعوة للدولة لأن تكون وفية لبيان أول نوفمبر. فيما حذر مقري من محاولات استيلاء رجال الأعمال على الحكم. وقال مقري خلال افتتاحه لمنتدى الفكر والسياسة، أمس، بمقر الحزب، إن مسألة الهوية حسم فيها الشعب الجزائري، ابتداء من رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس، وانتهاء ببيان أول نوفمبر، الذي أراد بناء دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية "في إطار المبادئ الإسلامية"، معتبرا أنه "لا يمكن للجزائر أن تتطور خارج قيمها"، مؤكدا أن من يريدون صناعة بيئة ضد الإسلام "يعطلون تطور هذا البلد"، وخاطب مقري مباشرة وزير التجارة، عمارة بن يونس، مشيرا إلى أن تعليمته الأخيرة المتعلقة بتحرير بيع الخمور هدفها "إلهاءنا بمعارك هامشية وقضايا محسومة". وأضاف مقري قائلا "نقول لمن في الدولة كونوا أوفياء لبيان أول نوفمبر.. ولا تعرضوا المجتمع للتفكك"، كما قال "لا تضيعوا علينا الوقت ودعونا نهتم بالتنمية والحريات". وفي هذا السياق، أشار مقري لما وصفها ب"الأقلية" -حسبه- التي تريد العداوة بين العربية والأمازيغية، مدافعا عن "ضرورة إحداث تطوير كبير في الأمازيغية"، معتبرا أن حركة مجتمع السلم "لا تشعر بالتوتر" تجاه هذه الثقافة بل "تمجد الأمازيغية"، وقال "نريدها شقيقة وليست خصما للعربية"، غير أن مقري انتقد وبشدة الأطراف التي تريد استغلال الأمازيغية للدفاع عن لغة المستعمر "الفرنسية"، موجها كلامه لهذه الفئة "الذين ينافسون العربية ويهدمونها ويريدون محلها الفرنسية نقول لهم فاقو". وعرج مقري، في كلمته الافتتاحية لمنتدى الفكر والسياسة، أمس، بمقر الحزب العاصمة، على الكتاب الأخير الذي صدر في فرنسا، تحت عنوان "باريس- الجزائر قصة حميمية"، طالب السلطات القضائية ومؤسسات الدولة بالتحرك، معتبرا أن بعض ما جاء فيه "خطير"، مشيرا إلى أن "الأسماء المذكورة فيه تستأثر برموز السيادة". من جهة أخرى، حذر رئيس حركة مجتمع السلم، من محاولات "استلام رجال المال والأعمال للحكم على بناء غير مؤسسي"، متهما في ذلك وبصراحة، رئيس منتدى المؤسسات، علي حداد، معتبرا ما يقوم به ب"غير المعقول"، وهو الذي استقبل - حسب مقري- سفراء حاليين وسفراء لم يعتمدوا بعد في الجزائر، وسرد المتحدث قصة قال فيها "استعدى حداد وزيرا وإطارات هذه الوزارة.. وكان يعطي التعليمات للإطارات بحضور هذا الوزير"، وهو الأمر الذي استنكره واستغربه مقري، مشددا على أن حركته "لن تسمح بأن يحكم الجزائر رجال الأعمال" أو أن "يتأبطها" -كما قال- رجال المال والأعمال.