دعا رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، السلطة والمعارضة “لتغليب لغة الحوار والتشاور كسبيل وحيد للحياة السياسية واستخلاص العبر من التجارب السابقة والأخطاء المرتكبة”. وناشد بلعيد، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحزبه، تحت شعار “دور الأحزاب في بناء مؤسسات الجمهورية”، “كل المواطنين للتكاتف وتشكيل جبهة موحدة من أجل الحفاظ على الجزائر من آثار أزمة وشيكة ومن مخاطر تهدد بلادنا كالإرهاب الدولي والمساس بأمن وسلامة التراب الوطني وكذا مخاطر الرشوة والفساد وسوء التسيير”. واعتبر بلعيد أن التعددية الحزبية بالجزائر “اكتسبت خبرة وتجربة لا يستهان بها، لكنها لم تستغل لدعم وإعطاء المناعة الكافية لمؤسسات الجمهورية”، منتقدا في هذا السياق ما أسماه ب”غياب فطنة الطبقة السياسية التي عوض أن تقترح أو تفرض حلولا ملائمة للخروج من الأزمات، راحت تلعب ورقة المزايدات السياسوية وتخلق جدلا عقيما ومحاولة توظيف واستغلال المطالب الشرعية للمواطنين لأهداف تخدمها وتخدم اللوبيات”. وفي الجانب الاقتصادي، انتقد بلعيد “تأخر السلطة في وضع الإجراءات اللازمة التي من شأنها الخروج من اقتصاد المحروقات قبل الوصول إلى تراجع أسعار النفط من خلال وضع أسس اقتصاد منتج وقادر على خلق الثروة”، مشيرا إلى أن “الجزائر تعيش منعرجا خطيرا جراء انهيار أسعار البترول”. وبيّن بلعيد أن المقصود بكلامه ليس إثارة الجدل أو التشكيك في وطنية البعض، “لكن المقصود منه تشخيص الوضع ودق ناقوس الخطر”.