بلعيد يدعو المعارضة إلى التخلي عن نظرتها العدائية تجاه النظام دعا رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أمس إلى فتح حوار حقيقي بين السلطة والطبقة السياسية تشارك فيه كل الأطياف السياسية من موالاة ومعارضة، دون إقصاء " من أجل البحث سويا عن الحلول المناسبة لتخطي الأزمة " الوشيكة " الناجمة عن تراجع مداخيل البلاد من العملة الصعبة نتيجة انهيار أسعار البترول في السوق الدولية، وكذا من أجل وحدة وطنية كفيلة بمواجهة المخاطر التي تهدد بلادنا". واقترح بلعيد وخلال تنشيطه ندوة صحفية في أعقاب إشرافه على مراسم افتتاح الجامعة الصيفية لحزبه، في قرية الفنانين بزرالدة غربي العاصمة، البحث عن أرضية للنقاش مشترطا أن تشرف السلطة على تأطير جلسات الحوار باعتبار أن، السلطة تمتلك الإمكانيات " السياسية والمادية والبشرية " وأعرب المتحدث بالمناسبة عن خيبة أمله في الوضع السياسي للبلاد الذي وصفه بغير المرضي باعتبار أنه خال من أي نقاش و من أي أرضية للحوار بين الجزائريين والجزائريات بين السلطة والمعارضة". وفي هذا الصدد شدد المترشح السابق للرئاسيات على ضرورة ابتعاد الطبقة السياسية في البلاد عن الاهتمام بالصراعات الهامشية التي تزرع اليأس وتكسر ولا تبني والبحث عن البدائل التي تبني وتدفع نحو الأمام وتوحد صف الأمة ولا تفرقها، كما دعا الأحزاب المعارضة إلى الارتقاء بفكرها والاقتناع بأنها شريك مع السلطة في الساحة السياسية وأن ليس لها أي عداوة مع السلطة فضلا عن مطالبته التخلي عن القناعة الراسخة السائدة لدى بعض أحزاب المعارضة التي " تظن " كما قال بأن لا هم لدى السلطة سوى تكسير مبادراتها، وأضاف " على أحزاب المعارضة أن تقتنع بأن الوصول إلى المناصب يجب أن يتم بالعمل وبأخلاق ومن خلال تزكية الشعب لا غير، وأن يكون نقاشها مع السلطة هادئا بدون مشاحنة من أجل الوصول إلى بناء مجتمع متوازن وتكريس مؤسسات حقيقية ودولة قوية مبنية على الشراكة وعلى الأخلاق الحميدة". وفي ذات السياق دعا رئيس جبهة المستقبل إلى ضرورة فتح نقاش حول مسودة تعديل الدستور يشارك فيها كل الجزائريين باعتبار ان الدستور يعطيهم هذا الحق وفي رده عن سؤال للنصر حول رأي جبهة المستقبل في المبادرات المتتالية لبعض الأحزاب سواء من المعارضة أو الموالاة، دون أن تثمر بشيء، أعرب بلعيد عن أسفه لسعي بعض الأحزاب وبعض الكتل لتكسير مبادرات نظرائهم في الساحة السياسية رغم إيجابياتها ونبل أهدافها " من باب الحسابات الضيقة " وأعطى مثالا بمبادرة الإجماع الوطني لجبهة القوى الاشتراكية التي سعت أحزاب – كما قال – لتكسيرها بفرض شروط مسبقة للمشاركة فيها بنوايا سيئة". وكان السيد بلعيد قد تحدث في كلمته الافتتاحية لأشغال الجامعة الصيفية لحزبه التي تنعقد تحت شعار " دور الأحزاب في بناء مؤسسات الجمهورية "، قد تحدث عن ما وصفه " غياب فطنة لدى الطبقة السياسية بصفة عامة " وقال بان الأحزاب عوضا أن تقترح أو حتى تحاول فرض الحلول الملائمة للخروج من الأزمات راحت تلعب المزايدات السياسوية وتخلق جدلا عقيما وحاولت في ذات الوقت – كما أضاف – توظيف واستغلال المطالب الشرعية للمواطنين لأهداف تخدمها وتخدم اللوبيات والجماعات الضاغطة. وبعد أن استعرض مواقف حزبه من أزمة أحداث غرداية وكذا من الحراك الذي شهدته بعض المناطق تحدث بلعيد عن البدائل التي يقترحها حزبه لدفع الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية مستدامة دون الاعتماد على مداخيل المحروقات والتي لخصها في الدعوة لتثمين وترقية الموارد البشرية وترقية قطاعات الفلاحة والسياحة والصناعات التحويلية من خلال نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تساعد كما قال على القضاء على البطالة.