تجرى اليوم انتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الأمة وفقا لدستور 1996، وسط حملة ترشيحات وتحالفات أملتها المصالح الشخصية للمنتخبين بعد غزو المال السياسي أو "الشكارة" للمشهد الحزبي المحلي والوطني، فيما تقتصر المنافسة بين حزبي الموالاة، جبهة التحرير الوطني والوصيف التجمع الوطني الديمقراطي. يراهن الأول على استرجاع مجده الضائع في تجديد 2012، والثاني يبحث عن المفاجأة من خلال الاستثمار في صراعات غريمه واستغلال خصومته مع أطياف المعارضة التي تبدو حظوظها معدومة في هذا السباق. وتراهن أحزاب الأغلبية على استرجاع حظوظها في ظل انعدامها لدى أحزاب المعارضة، التي أصبحت هي الأخرى تبحث عن تحالفات لدخول قبة "مجلس الشيوخ"، بينما يرى فيها الأفلان تأكيدا على سيطرته المحلية والوطنية، وسط منافسة شديدة من غريمه وحليفه في السلطة التجمع الوطني الديمقراطي. وفي هذا السياق، يرى مصطفى بوعلاق، عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بالجماعات المحلية والوظيف العمومي، أن الحزب يسعى إلى الاستحواذ على أغلبية المقاعد في السينا واسترجاع ما خسره في انتخابات 2012، مؤكدا أن الأفلان يريد بلوغ 30 مقعدا، وسيعمل لتحقيق ذلك، كاشفا في نفس الوقت عن تحالفات عقدها الأفلان مع كل من حزب الكرامة والجبهة الوطنية الجزائرية والحركة الشعبية "الأمبيا"، مشيرا إلى أن التحالفات التي تعقد في الولايات هي الأخرى تخضع لعوامل محلية، حيث منح الأفلان الصلاحيات المطلقة للجان المحلية . كما كشف بوعلاق عن شروع الحزب في الإجراءات التأديبية في حق المناضلين المخلفين لتعليمة رقم 7 الذين ترشحوا خارج الإطار القانوني، مؤكدا أن هؤلاء لا يمثلون الحزب وهم منبوذون في أوساط المناضلين، تطبيقا للقوانين الداخلية للأفلان، التي تؤكد أن كل متمرد على تعليمات القيادة يعتبر مقصى نهائيا ويشهر به حتى يكون عبرة للآخرين. من جانبه، يراهن التجمع الوطني الديمقراطي على استرجاع 19 مقعدا، خسرها في وقت سابق بعد أن مالت الكفة لصالح غريمه الأفلان، الذي استطاع الاستحواذ على غالبية المقاعد في مجلس الأمة، بحكم أن تشكيلة الأفلان السياسية هي الوحيدة التي قدمت مرشحين في كامل ولايات الوطن وتحوز أغلبية المقاعد في المجالس المحلية المنتخبة. وفي هذا الإطار، أكد الناطق الرسمي باسم الحزب، شهاب صديق، في تصريح ل"لشروق"، أمس أن الأرندي يعمل في الوقت الراهن من أجل الحفاظ على 25 مقعدا له واسترجاع 19 مقعدا خسرها، مضيفا أن الحزب يقف على كل صغيرة وكبيرة متعلقة بانتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الأمة من القاعدة إلى الغرفة العليا. وبخصوص التحالفات، قال شهاب صديق إن التجمع الوطني الديمقراطي لم يعقد أي تحالف مع أحزاب سياسية، أما فيما يتعلق ببعض الولايات التي حظوظه فيها ضئيلة على غرار ولاية بجاية فأرجع المتحدث القضية إلى اللجان المحلية التي قال إنها حرة في عقد تحالفات مع من تراه مناسبا، مضيفا أن الأرندي لديه طموح وسيعمل وفق ما يراه مناسبا لصالح الحزب.