قرّر حزب التجمع الوطني الديمقراطي رفع التحدي ومحاولة مزاحمة جبهة التحرير الوطني، خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، حيث يسعى إلى الفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد مجلس الأمة المعنية بالتجديد، وتكرار سيناريو 2009 الذي عرف تحقيق الأرندي نتائج معتبرة، وفوزه بعدد معتبر من المقاعد رغم أن عدد منتخبي منافسه الأفلان يمثل ضعف منتخبي الأرندي. وقد بدأ هذا التنافس يحتدم ويزداد شدة بين الأرندي والأفلان، لاسيما على مستوى العاصمة التي ستشهد منافسة شرسة بين ممثلي التشكيلتين السياسيتين اللتين شرع مسؤولوها في القيام بمختلف الاتصالات بحثا عن تحالفات حتى ولو كانت غير طبيعية بغرض ضمان الفوز بمقعد مجلس الأمة بحجم ولاية العاصمة التي لا يرغب أي حزب أن يخسرها، لاسيما وأنه لم يعد يفصلنا عن انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة سوى أياما معدودة. وذكرت مصادر مطلعة أن ”حزب التجمع الوطني الديمقراطي شرع في حملة وسط منتخبي مختلف التشكيلات السياسية، بغرض جمع أكبر عدد من المنتخبين المحليين للتصويت على مرشح الحزب القيادي النقابي فرحات شابخ الذي نجح في اجتياز الامتحان الأول على مستوى الحزب إثر الانتخابات الأولية التي نظمها المكتب الولائي لمنتخبي العاصمة”. ويعوّل الحزب الكثير على هذه الانتخابات، لاسيما إذا علمنا أن عدد المنتخبين على مستوى العاصمة يقارب 1300 منتخب، وعدد منتخبي الأفلان والأرندي يقارب 600 منتخب وبالتالي سيكون الرهان حول من سيفوز بالأصوات المتبقية التي تقارب 700 صوت. وأوضحت نفس المصادر، أن الأفلان هو الآخر يقوم بتكثيف مساعيه من أجل ضم أكبر عدد من الأصوات إلى رصيده، رغم أن الحزب الذي يملك أكبر عدد من المنتخبين على مستوى الجزائر العاصمة، مقارنة بالأحزاب السياسية الأخرى، إلا أنه لم يضمن رسميا لحد الساعة تحالف أي تشكيلة سياسية عدا بعض الوعود الفردية لمنتخبين فقط”، حيث يرى مرشحه محمد زوبيري أن كل الحظوظ هي بجانبه للفوز بالمقعد المتنافس عليه. وهو المنطق الذي يرفض الأرندي التحدث به وهو يفضل، حسب مسؤوليه، لغة الميدان حيث يواصل مساعيه من أجل ضم أكبر عدد من المتحالفين إلى جانب مرشحه بعد أن ضمن رسميا مساندة منتخبي حزب العمال، وهي المساندة التي أعلن عنها قياديو هذه التشكيلة السياسية الذين اتخذوا هذا القرار بعد رفضهم الدخول في المنافسة على مستوى العاصمة، ومنه قرّر حزب العمال التحالف مع حليفه المعهود التجمع الوطني الديمقراطي الذي اعتاد مساندته في مختلف المواعيد، آخرها التعليمة التي وجهتها الأمينة العامة للحزب بالتحالف مع الأرندي في المجالس المحلية المنتخبة بسبب التوافق الموجود بين الحزبين في العديد من الملفات الاقتصادية”. ولحد الآن لم يكشف سوى الأفلان والأرندي عن أسماء المتنافسين على مقعد مجلس الأمة بالعاصمة، والذي هو حاليا من نصيب حزب الأفلان، حيث يحوز الأفلان في مجلس الأمة على المقعدين الاثنين المخصصين للعاصمة ويمثلهما كل من السيناتور جفال والسيناتور بوعلاق، حيث سيغادر هذا الأخير الغرفة العليا ليفسح المجال لمنتخب جديد قد يكون من الأرندي أو الأفلان.