حمّلت حركة النهضة السلطة مسؤولية تفويت الفرصة من جديد على الجزائر وتضييع مزيد من الوقت والجهد والمال، من خلال الدستور الجديد الذي طرحته والتي رفضت المعارضة التصويت عليه، معتبرة إياه ممهدا للانسداد السياسي الذي لايزال يطبع الساحة الوطنية، كما أنه يعمل على تغليط الرأي العام وفتح المجال أمام الفئة الانتهازية. وقال رئيس الحركة محمد ذويبي في كلمة له على هامش افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى، أمس، أن الانسداد السياسي الذي أضحى يميز الساحة الوطنية مرده استمرار السلطة في غلقها للعملية السياسية واعتماد الغموض وعدم الشفافية في تسيير الشأن العام والإنفراد بالقرار السياسي والاستئثار بالقرار المالي في ظل تراجع مداخيل البترول، ومحاولة منها في نفس الوقت تكريس الاقتصاد الليبرالي المتوحش .
كما عادت النهضة إلى تبرير غيابها عن جلسة التصويت على الدستور الجديد، والتي أرجعته لعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى السلطة لصياغة دستور توافقي يبني الجزائر ويطورها ويخرجها من الاختلالات التي تعانيها، والتي ظهرت جليا حسبها في طبيعة النظام المعتمد، فلا هو نظام برلماني، ولا هو نظام رئاسي، ولا هو نظام شبه رئاسي، كما أنه لم يوفر شروط نزاهة الانتخابات، ولم يكرس حماية الإرادة الشعبية المتضمنة في ديباجته وهو مطلب المعارضة.