تحوّلت عملية نسف مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع الأنترنت خارج مجال التغطية، في كامل ولايات الوطن من أجل كبح جماح عمليات الغش والتسريبات التي ميزت شهادة البكالوريا في السنوات الأخيرة، إلى عودة الطلبة الذين تعوّدوا على النقل وصعود الدرجات عبر الغش، إلى الطرق الكلاسيكية القديمة التي عرفتها المدارس الجزائرية والجامعات في عقود سابقة، والمسماة بقصاصات الأوراق أو "الحروز". كما كتب طلبة رؤوس أقلام على أكفهم وأذرعهم، كما حدث في مدنية تبسة، حيث ضبط شاب كتب بعض الأحداث في مادة التاريخ في أول أيام البكالوريا مكرّر على ذراعه الأيمن، وكل محاولات الغش التي حدثت في اليومين الأخيرين اقتصرت على قصاصات الورق الصغيرة، عبر كتابة مجهرية تمكّن الناقل من كتابة درس كامل في قطعة ورق صغيرة مع استعمال خيوط مطاطية ماسكة تربط في هذه القصاصات، حتى يمكن إخفاءها في حالة الغش. واعترف بعض الحراس بأنهم كانوا رحماء تجاه الطلبة، الذين كانوا عكس الامتحان الأول، أكثر حركة ومدّ أيديهم في جيوبهم وحتى تبادل النظرات والإشارات اتجاه زملائهم عكس صمت الناقلين التكنولوجيين الذين ظهروا في السنوات الأخيرة مستعملين الفايس بوك والكيتمان وغيرها، من وسائل الغش الإلكترونية التي مكّنت الكثيرين من ولوج الجامعة، كما استفادت بعض مرتديات الحجاب وحتى النقاب من لباسهن الشرعي الذي يدفع الحراس لاحترامهن، ودسسن وريقات الغش أسفل الثوب الشرعي، وهي وسائل قديمة لا تضمن للناقل الأمان وتحقق له القليل من الغش عكس الوسائل الحديثة التي تمنحه بسماعات مجهرية، وبإمكانية السماع دون الكلام، ودون الحركة الكثير من الأمان والابتعاد عن الرقابة والكثير من المعلومات التي تصله في لمح السمع . ولأن وزارة التربية لن يكون لها خيار من أجل تفادي الفضيحة التي عاشتها بكالوريا 2016 إلا قطع الأنترنت في النسخ القادمة من امتحان البكالوريا فإن الطلبة من مشاهير النقل وحتى الطالبات سيعودون بقوة إلى الطرق القديمة والكلاسيكية التي كانت تستعمل في السابق فيعرضون أنفسهم لمخاطر كشف غشهم، ولكن من دون تأثير كبير على معدلاتهم العامة، كما تمنح الوسائل القديمة للحراس إمكانية توقيف الطلبة وبسهولة من خلال حركاتهم وأيضا صوت انكماش الوريقات.