تم مؤخرا افتتاح فرع طب العمل التابع لشركة سوناطراك، هو الأول من نوعه بمدينة حاسي مسعود بورقلة، من طرف والي ولاية ورقلة، فبالرغم من ذلك يعاني العديد من عمال الشركة نقصا كبيرا من حيث تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية، رغم توفر الشركة على الوسائل المادية لذلك، وهذا على مستوى العديد من قواعد الحياة إضافة لمختلف الورشات المتواجدة بالمنطقة. يشتكي العديد من عمال شركة سوناطراك بقاعدة 24 فيفري، وبعض القواعد الأخرى بحاسي مسعود، من النقص الكبير في توفير الرعاية الصحية ومختلف الخدمات الاجتماعية بصفة عامة، وهو ما أثار استياء العديد منهم، إذ وقع منذ مطلع الأسبوع الماضي تسمم غذائي لعامل بقاعدة 24 فيفري، نتيجة تناوله طعاما فاسدا حسب مصدر مقرب من الشركة، حيث لم يتلق العامل الرعاية الصحية له، وهذا بسبب نقص الإمكانيات اللازمة، ما استدعى نقله على جناح السرعة من طرف زميل له إلى مستشفى حسين آيت احمد بحاسي مسعود، وأمام غياب سيارة الإسعاف في حالة خطيرة، فرغم الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها الشركة، إلاّ أن توفير الرعاية الصحية للعمال في العديد من قواعد الحياة مازال يشكل هاجسا لهم، حسب تصريح بعضهم للشروق. ولا تعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، فقد وقعت العديد من حوادث العمل في الورشات الموجودة بمحيط المدينة، وفي غالب الأحيان لا تقدم الخدمات الصحية للضحايا ما يجعل هؤلاء يلجأون إلى مستشفى المدينة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يتساءل العديد من هؤلاء عن الغرض الذي أنشئ من أجله فرع طب العمل التابع للشركة، والذي تم تدشينه مؤخرا من طرف والي ولاية ورقلة، إذا كان هذا الأخير لا يقدم خدمات لعمال الشركة، حيث يطلب هؤلاء من السلطات المعنية تفعيل دور هذا الفرع الجديد لصالح عمال الشركة، هذا ويشتكي العمال أيضا من غياب عمال المناوبة من ممرضين وأطباء على مستوى قواعد العيادات المتواجدة بمختلف قواعد الحياة التابعة للشركة، على غرار قاعدة إرارة وقاعدة 24 فيفري. أما فما يخص الخدمات الاجتماعية فهي الأخرى لا تقدم خدمات للعمال بصفة كاملة، خاصة ما تعلق بالعطل المرضية، حيث يتم تجاهل حقوق العمال من هذه الناحية، فقد عبّر العديد منهم عن عدم حصول هؤلاء على حقوقهم في هذا الجانب، إلى جانب استفادة بعض العمال أكثر من مرة، وفي أشخاص بعينهم من الخدمات التي تقدمها الشركة فيما يخص تخصيص حصص العمرة والحج، حيث يوجد بعض العمال يستفيدون أكثر من مرة فيما يخص حصص العمرة إلى غير ذلك من الامتيازات التي أصبحت حكرا على نسبة معينة من العمال، حيث كثيرا ما يستعمل عنصر المعريفة والمحسوبية في الاستفادة منها. كل هذه النقائص أصبحت تؤرق العديد من عمال الشركة، خاصة الفئات البسيطة منها، ما جعل العديد منهم يطالب السلطات المعنية بالتدخل لتحسين الوضع فيما يخص تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية داخل قواعد الحياة، إضافة للورشات المتواجدة بالمنطقة والتابعة للشركة، هذا وقد أكد هؤلاء في تصريحهم للشروق في وقت سابق، بنقص اليد العاملة، خاصة ما يتعلق بتوفير الممرضين والأطباء.