قام عمال شركة كوسيدار بمدينة حاسي مسعود السبت بمنطقة حوض إرارة، أين يوجد مقر الشركة، باحتجاجات وغلق للطريق لساعات طويلة أمام مقر الشركة، رافعين شعارات "نريد العودة لمناصب عملنا"، "لا للحقرة والتهميش"، إلى غير ذلك من الشعارات، وهذا على إثر تسريحهم من مناصبهم بدون سبب وجيه، إثر قرار تم اتخاذه على مستوى المديرية العامة للشركة بالجزائر العاصمة حسب مصدر مؤكد بذات الشركة. وحسب مصدر عليم بالشركة على مستوى مشروع المدينة الجديدة حاسي مسعود، فإن السبب الرئيسي لهذا التسريح هو تراجع مشروع المدينة الجديدة حاسي مسعود فيما يخص تقدم الأشغال، حيث يعرف مشروع المدينة الجديدة حاسي مسعود، وتيرة بطيئة في تقدم الأشغال منذ أكثر من ثمانية أشهر وتوقف في فترات معينة، وهذا بسبب التقشف والأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر على إثر الانخفاض المستمر في أسعار البترول، حيث مازال المشروع يراوح مكانه وهذا فيما يخص تقدم الأشغال، حيث مازالت الأشغال في عمليات التهيئة وإنجاز الآبار وقنوات الصرف الصحي . هذه الأسباب عجلت بإدارة شركة "كوسيدار" على اتخاذ قرار تسريح ما نسبته خمسين بالمائة من عمال الشركة العاملة بهذا المشروع منذ يومين فقط، وأرجأت ذلك بتقديم الحد الأدنى المضمون للعمل فيما يخص تقدم المشروع، ما جعل العديد من العمال بالشركة ضحية هذا الإجراء، سواء العمال المتواجدين بموقع "بول خمس وعشرون" لشركة كوسيدار والمتواجد بمكان المشروع ثمانين كلم عن حاسي مسعود، وكذلك موقع "بول أربع وعشرون" المتواجد بحوض إرارة 20 كلم عن عاصمة النفط حاسي مسعود، هذا التسريح الكبير للعمال هو الثاني من نوعه تقوم به الشركات العاملة بالمنطقة على غرار ما قامت به شركة "سايبام" الإيطالية منذ ثلاث سنوات، عندما سرحت جميع عمالها إثر وجود صفقات مشبوهة مع شركة سوناطراك، هذا الوضع جعل العديد من العمال يجدون أنفسهم بطالين، خاصة أن العديد منهم لهم عائلات وليسوا مقيمين بالمنطقة. ويطالب العديد منهم بإيجاد حلول لهم كتحويلهم لمواقع أخرى، خاصة أن شركة كوسيدار لها العديد من المشاريع على مستوى الوطن كإجراء ظرفي إلى غاية تحسن الأوضاع بمشروع المدينة الجديدة بحاسي مسعود، هذا وقد كان أمل سكان حاسي مسعود كبيرا في إنجاز هذا المشروع لتخليصهم من أزمة السكن الخانقة التي يعانون منها منذ سنوات، إلا أن كل هذه الظروف المحيطة بهذا المشروع يجعل هذا الأمل بعيد المنال خلال السنوات القادمة وهو نذير شؤوم على سكان المنطقة.