عبد المومن خليفة تنفرد "الشروق اليومي" بنشر تفاصيل إنشاء قناة "الخليفة للتلفزيون" التي تمكن الهارب عبد المومن خليفة من إنشائها بباريس، وكيف صاحب المجمع المنهار على القانون الفرنسي وتمكن من الاستيلاء على كافة أسهم الشركة المحدودة وفق معاملة تجارية مازالت محل تحقيق قضائي بفرنسا. * *المجلس السمعي البصري الفرنسي منح تسريحا لبث قناة خارجة عن القانون * * * تحصلت "الشروق اليومي" على تفاصيل فضيحة الخليفة للتلفزيون التي أدرجت ضمن مجموعة فضائح مجمع الخليفة، هذه التفاصيل هي نتائج تحقيقات أجهزة الأمن الفرنسية، قادتها إلى اكتشاف تعاملات غير قانونية وتحايل كبير على قوانين إنشاء القنوات الفضائية، وكيف كان عبد المومن رجل ظل في البداية وفي أقل من شهر تحول إلى مالك لهذه القناة التي أرادها رفيق خليفة واجهة لترويج الثقاة الجزائرية، ومنافسة قنوات المستقبل للملياردير اللبناني الفقيد رفيق الحريري وكذا قنوات ابن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. * في 2 ديسمبر 2002 وبفيلا "باغاتال" بمدينة "كان" أعلن عن ميلاد قناة الخليفة بحضور شخصيات فنية عالمية فرنسية وأمريكية وجزائرية، وقد صرفت لهذا الحفل الذي أسال كثيرا من الحبر الملايين، وهي القضايا التي ينظر فيها القضاء الفرنسي الذي قام باستدعاء عدد من الشخصيات الفنية الفرنسية المرموقة للتحقيق معها حول استفادات مشبوهة من الريوع المالية للخليفة، وقد أعطى عبد المومن إشارة انطلاق القناة التي أصبحت تشغل 200 شخص أغلبهم فرنسيون باستثناء بعض الوجوه الإعلامية الجزائرية التي كانت تتقاضى أجورا خيالية. * * رفيق عبد المومن تحايل على القوانين الفرنسية لإنشاء "الخليفة للتلفزيون" * * أثناء تقديم ملف إنشاء القناة لدى الجهات المختصة لم يقدم اسم عبد المومن خليفة بل قدم اسم أحد رجال الأعمال الفرنسيين الذي لم يكن معروفا لدى عامة الفرنسيين وهو "ابف كريسوم كونفيف"، وبقي اسم هذا الشخص نكرة لدى حتى عمال القناة وقدم لهم على أساس انه يتولى مهمة تطوير برامج القناة. * غير أن الرأي العام بدأ يكتشف اسم هذا الشخص والمكانة التي يحظى بها في القناة بعد توقيف أحد مساعدي عبد المومن خليفة وهو جمال قليمي بمطار هواري بومدين رفقة صديق له وهو يحاول تهريب مليوني أورو إلى فرنسا، وظهر "ايف كريسوم" على القناة ليقول للرأي العام إن جمال قليمي لا يمثل سوى نفسه، غير أن الذي لم يصرح به هو أن جمال قليمي يعتبر أحد مؤسسي الشركة المحدودة المسماة "قناة الخليفة"، وهو ما يتضمنه الملف المودع لدى الجهات المختصة بتاريخ 18 جويلية 2002، برأس مال قدر ب 10 آلاف أورو ومودعة لدى بنك "اينتر كونتينونتال" العربي. * وقام رجل الاعمال الفرنسي بتعيين مساعدين له وهما جوال فورتين فرنسية الجنسية وجمال قليمي، جزائري، مقدما عنوان إقامته بالضاحية رقم 16 بباريس، وحدد مقر القناة بمقر إقامة أحد معدي القانون الأساسي لإنشاء القناة "جويل كليشا"، ويحمل ملف إنشاء القناة رقم 4442 921 482 مسجل لدى مصلحة السجل التجاري بباريس لدى مصلحة الضبطية القضائية بالمحكمة التجارية بباريس تحت رقم 14833. * في 3 أكتوبر أي بعد مرور شهر عن إنشاء القناة قرر عبد المومن خليفة الظهور للعلن وتغيير القانون الأساسي للقناة، حيث قام "ابف كريسوم كونفيف" بالتنازل على القناة لصالح عبد المومن خليفة وفق عقد تنازل يحمل الرقم 2002 / 365 ومحرر في 14 أكتوبر 2002، وينقل المقر إلى ضاحية سان دوني بباريس. * وقام عبد المومن برفع رأس مال الشركة الى 10 ملايين أورو وذلك بتاريخ 30 أكتوبر 2002، وقد تم تسجيل الملف لدى جهات قضائية أخرى بالرغم من أن القانون الأساسي لإنشاء هذه الشركة يقر عكس ذلك، بعد تمكن الخليفة من تنفيذ خطته وإنشاء القناة الفضائية، قام بتعيين خالته "جويدة جازورلي" لتسييرها، وكان ذلك في اجتماع عقده بالعاصمة رفقة كل مقربيه بما فيه صديق لهم فرنسي أصبح الآمر الناهي هنا في الجزائر، وقد ورد اسمه في قضية الخزينة الرئيسية لبنك الخليفة التي نظرت فيها محكمة الجنايات بالبليدة قبل عامين. * ويشير تقرير القضاء الفرنسي أن قناة الخليفة كانت تسيّر بطريقة فوضوية ودون أي عملية حسابية، كما أن القناة لم تكن تجني أي شيء الا ضخ الأموال عبر فرع الخليفة للطيران، وقد تجاوز رأس مال شركة قناة الخليفة 37 ألف أورو، وهو أمر مخالف للقوانين التجارية الفرنسية مما عجل بتوقيف القناة وفتح تحقيق في القضية. * * ملايين وتبذير حتى مطلع الفجر في حفل "الخيمة" بالشيراطون * * يشير التحقيق في قضية قناة الخليفة والذي استمعت العدالة لعدد من الأشخاص المتورطين في هذه الفضيحة التي ستنظر فيها العدالة في إطار التحقيق التكميلي حول المجمع المنهار، أنه بتاريخ 14 ديسمبر 2002 أقام عبد المومن خليفة حفلا كبيرا بالخيمة في فندق الشيراطون، وقد كلف الحفل صرف ملايين الدينارات تجاوزت في مجملها مليار سنتيم صرفت في المشروبات الكحولية والغذاء والإقامة لعدد من المدعوين الذين كانوا يشرفون على إدارة مكاتب القناة بفرنساوالجزائر، إضافة إلى عدد من المستشارين الإعلاميين لعبد المومن خليفة. وقد صرفت أيضا مبالغ مالية لعدد من هؤلاء نظير مشاركتهم في الحفل الذي أعلن فيه فتح مكتب قناة الخليفة بمدينة الشراڤة بالعاصمة، حيث وفرت للمكتب تجهيزات ضخمة.