هي عينة حية لتحدّي الصعاب، اسمها هنية بودالي من ذوي الاحتياجات الخاصة معاقة حركيا (مبتورة الذراعين)، تحصلت على شهادة البكالوريا برجلها اليسرى، بمعدل 11.90 في شعبة العلوم تجريبية. هنية من مواليد مارس 1996 تقيم بقرية سيدي يوسف النائية ببلدية المعمورة، على بعد 40 كلم عن مقر ولاية سعيدة، حيث عمت بيت عائلتها فرحة تقاسمها معها أهل القرية وعائلتها المتواضعة جدا، وسلطات الولاية يتقدمهم والي سعيدة، مديرة التربية ومديرية النشاط والتضامن الاجتماعي وقيادة الجيش ورئيس أمن الولاية . "الشروق" شاركت فرحة هذا النجاح الباهر لتلميذة تحدّت كل الصعاب ومتاعب الدراسة، كما تحدّت الظروف الاجتماعية التي تمر بها ذات العائلة فقيرة الحال، وكانت التلميذة تتنقل إلى ملحقة ثانوية المعمورة "هلالي عامر" رفقة أختها التي كانت السند المعنوي لها. وفي حديث مع هنية قالت إنّها اجتازت أصعب امتحان في حياتها الدراسية. قصة إعاقة هنية حركيا، ازدادت حسب حديث أجريناه مع أفراد العائلة، من دون ذراعين. و في كلمتها بمناسبة حصولها على البكالوريا، التي أهدتها بافتخار وعز لوالدها قالت "لقد تعب معي أبي منذ المرحلة الابتدائية، ثم المتوسط والثانوي، إلى غاية حصولي على هذه الشهادة للولوج إلى عالم الجامعة، ولا أنسى أمي الحنونة ومتاعبها معي وأختي السند المعنوي ورفيقة حياتي والعائلة كبيرا وصغيرا". كما نوّهت بمساعدتها معنويا من طرف والي سعيدة، ومديرة النشاط الاجتماعي وبالخصوص مديرة التربية للولاية، التي أثنت عليها كثيرا . هنية ابنة قرية نائية بسيدي يوسف، تحمّل أبوها الكثير من المتاعب من أجل أن تندمج ابنته وحالتها الخاصة في مجتمع الأطفال، منذ دخولها السنة الأولى ابتدائي بمدرسة الإخوة بلحميد رمز للمقاومة في العشرية السوداء بقرية سيدي يوسف، ثم انتقالها إلى متوسطة الإخوة بلحجار بالمعمورة مقر البلدية، ثم مرحلة الثانوي بالحساسنة وأخيرها ملحقة المعمورة أخيرا ونيلها شهادة الباك. وكانت هنية متفوّقة في دراستها منذ الصغر . هنية ناشدت الجهات الوصية مساعدتها بالنظر إلى حالتها الصحية وكذا الاجتماعية، متمنية أن تكون "داعية" في المستقبل.