وصل 27 حراقا، ينحدرون من القل بولاية سكيكدة وقسنطينة، فجر الأحد، إلى مدينة كاغالياري بجزيرة سردينيا الإيطالية، وكانوا قد غادروا شاطئا مهجورا يدعى بوقارون الأربعاء الماضي، متوجهين إلى شواطئ سردينيا بإيطاليا، ومنذ هذا التاريخ لم يظهر أي أثر لهؤلاء الشباب، البالغين من العمر ما بين 26 إلى 44 سنة، منهم طلبة جامعيون، وبطالون، وموظفون ببلدية القل، وحتى متهم بجريمة قتل شاب في المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة حسب مصادر، سافروا على متن قارب تقليدي مجهز بمحرك فائق السرعة وجهاز توجيه، مستغلين تحسن الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية، التي تميزت بطقس جميل هدّأ من اضطراب البحر. وفور وصولهم فجر الأحد إلى جزيرة سردينيا الإيطالية تبادلوا الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مع ذويهم، وطمأنوهم بوصولهم إلى الضفة الأخرى، كما بلّغت عائلاتهم في وقت سابق عن فقدانهم. وبعدها أكد والد أحد الحراقة أمس ل "الشروق" أنه أجرى دردشة مع ابنه الذي كان بين الحراقة، وأخبره بأنهم وصلوا بسلام إلى شواطئ إيطاليا بعد خوض معركة مع أمواج البحر، وذلك بعد سقوطهم في فخ أحد وسطاء بارونات تهريب البشر، الذي اشترط على كل واحد من الحراقة تسديد مبلغ مالي لا يقل عن 6 ملايين سنتيم، قبل الانطلاق في الرحلة، على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية. كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة، وذلك بالاتفاق على مكان وموعد الانطلاق، كما بينت التحريات الأولية أن هذا الفوج من الحراقة انطلق في مغامرته من أحد شواطئ مدينة القل تحت جنح الظلام، على متن قارب صيد طوله 7 أمتار، مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا.