وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مطالبة بالتدخل العاجل كشف عبد المالك رحماني في تصريح خص به "الشروق" أن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي ينوي رفع تقرير مفصل وعاجل إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يشير فيه إلى وضعية المدارس التحضيرية التي تم إنشاؤها لهذا الموسم، واصفا إياها بالمدارس الغامضة، ويتزامن هذا التقرير مع الفوضى وحالة القلق السائدة وسط مئات الطلبة ممن حلموا بجامعة إكسفورد فوجدوا أنفسهم فئران تجارب. انتقد "الكناس" في تقرير من المنتظر أن يرفعه إلى الجهات الوصية طريقة انتقاء الأساتذة والتدريس في المدارس التحضيرية التي تم إنشاؤها لهذا الموسم الدراسي، وتساءل المتحدث عن جدوى إنشاء مدارس تحضيرية موازية للمدارس العليا، ففي الوقت الذي توجد فيه مدرسة عليا للهندسة المعمارية، الدخول إليها بمعدلات عالية ومستوى الدراسة فيها عال جدا، تستحدث الوزارة مدرسة أخرى تطلق عليها اسم المدرسة التحضيرية للهندسية المعمارية، حيث لا يوجد أي اختلاف لا في الدروس ولا حتى في لغة التدريس والمتمثلة في اللغة الفرنسية، فما هو الغرض منها؟. كما وصف التقرير طريقة الضبابية التي تسير بها المدارس التحضيرية سواء في العاصمة أو في تلمسان أو في عنابة، وقال منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الإستمرار في تسيير هذه المدارس بسياسة الضبابية والغموض سيؤدي إلى نتائج كارثية لا تحمد عقباها. من جهة أخرى، قال أساتذة جامعيون ذوي خبرة، أن المدارس التحضيرية استحدثت من أجل تكسير المدارس العليا والبالغ عددها 14 مدرسة على مستوى التراب الوطني والتي أثبتت جدارتها ومستواها في التدريس فلماذا يتم وأدها بعد مرور أكثر من سبع سنوات على استحداثها. حملة إعلامية لمدارس شبهتها الوزارة بإكسفورد ..لكن خصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عدد من اللقاءات والندوات للتعريف بهذه المدارس التحضيرية، حيث نظمت وزارة التعليم العالي ندوة شارك فيها حوالي 300 أستاذ ومسؤول، وكوكبة من الأساتذة والمختصين الفرنسيين، دعتهم لعرض تجربتهم في هذا النوع من المدارس العليا، ويؤكد أحد أساتذة المدرسة التحضيرية في الهندسة المعمارية، إعطاء المشاركين مكانة خاصة للغة الفرنسية، لأنها هي لغة التدريس الوحيدة، بحجة أن العلوم والتكنولوجيا لا تُدرس بالعربية، وقد بدا واضحا للجميع أن كل المتدخلين الفرنسيين متفقون على أن تكون لغة التدريس هي الفرنسية في جميع المواد والتخصصات، كما اقترحوا لذلك برمجة ساعات دعم خاصة باللغة الفرنسية داخل المدارس التحضيرية. وذكر أحد الأساتذة رفض ذكر إسمه، أن من الوجوه التي حضرت إحدى الندوات المنظمة من قبل الوزارة حضور السيدة "كورتيل" وهي مسؤولة التعاون الثقافي في السفارة الفرنسية بالجزائر، حيث قدمت مداخلة أقرت فيها ضرورة دعم اللغة الفرنسية من ست إلى تسع ساعات أسبوعيا، وهذه الساعات إضافية عن ساعات المقررات، والهدف منها تمكين طلبة المدارس التحضيرية والمدارس العليا من مزاولة الدراسة باللغة الفرنسية. كما قدمت الوزارة عددا من الوعود للمترشحين سواء في طريقة التدريس التي وصفتها وفق المقاييس العالمية، أو حتى في الإقامات الجامعية التي سيم إيواء الطلبة فيها والتي لن تكون كباقي الإقامات الجامعية الأخرى. وترشح لهذه المدارس بفعل الحملات الإعلامية الضخمة 26500 طالب من أصحاب المعدلات العالية، تم قبول منهم 2500 طالب فقط وزعوا على مستوى سبع مدارس تحضيرية أو ما أطلق عليه بمدارس الإمتياز، وشكلت هذه المدارس أهم حدث خلال الدخول الجامعي الفارط، كما اشترطت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي معدلات عالية لحاملي شهادة البكالوريا من أجل الإلتحاق بالمدارس التحضيرية، إذ تكشف الأرقام المتحصل عليها أن معدل الإلتحاق مثلا بالمدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات قدر ب 12.02 بينما قدر معدل الإلتحاق بالمدرسة التحضيرية في العلوم الإقتصادية والتجارية ب 12.81، في حين قدر معدل الإلتحاق في الهندسة المعمارية ب 12.65، أما معدل الإلتحاق بالمدرسة التحضيرية الخاصة بالإعلام الآلي فقدر ب 12.96 وهي معدلات عالية مقارنة بعدد من التخصصات العليا، وهو ما أعطى الإنطباع بأن المقبلين على المدارس ستعطي نتائج جد إيجابية. لكن الشيء الذي حدث بعد مرور الثلاثي الأول حسب أرقام مستقاة من وزارة التعليم العالي تسجيل أكثر من 40 بالمائة من الطلبة المتمدرسين قدموا طلبات تحويل إلى جهات أخرى، أي ما يعادل أزيد من 700 طلب تحويل. فرار ونزوح جماعي من المدارس التحضيرية نحو الجامعات الأخرى على سبيل المثال اقتربت "الشروق" من طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم التجارية وعلوم التسيير الواقعة بدرارية بالعاصمة، هذه المدرسة التي دخل طلابها في إضراب لمدة ثلاثة أيام ..إضراب مر مرور الكرام دون أن تتحرك الجهات المسؤولة يتحدث أحد طلبة المدرسة قائلا : "لا نشعر إطلاقا أننا داخل مدرسة عليا، إذا غبنا لا أحد يسأل عنا وإذا غاب الأستاذ لا نجد مبررا، قالوا لنا ستكون هناك دروس تدعيمية في اللغة الفرنسية، لكن لا شيء من الوعود نفذ، وإذا طلبنا من الأستاذ أن يشرح لنا بالعربية يرفض بشدة ..". تكشف معطيات متحصل عليها أن الكثير من طلبة هذه المدرسة فروا واتجهوا إلى جامعات أخرى من بين الطلبة من تم قبوله في المدرسة التحضيرية بمعدل 13 رفضوا الإستمرار فيها مفضلا الدراسة في جامعات أخرى حتى لو تعلق الأمر بتخصصات غير مرغوب فيها، على غرار الرياضة. وهو نفس الموقف الذي يذهب إليه جزء من طلبة مدرسة الإعلام الآلي حيث قال طالبان في حديثهما ل "الشروق" أنهم حلموا بجامعة إكسفورد فوجدوا أنفسهم مجرد فئران للتجارب. قائمة المدارس التحضيرية السبعة في الجزائر المدرسة التحضرية في العلوم الإقتصادية والتجارية وعلوم التسيير المدرسة التحضيرية في العلوم الطبيعية والحياة المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات المدرسة التحضيرية في الإعلام الآلي المدرسة التحضيرية في الهندسة المعمارية المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات/ متواجدة بعنابة المدرسة التحضيرية في العلوم والتقنيات / متواجدة بتلمسان.