تورط ضابط شرطة يعمل بالمطار الدولي هواري بومدين في استغلال منصبه الذي شغله منذ 20 سنة، من أجل تقديم المساعدة لثلاثة تجار منهم صائغيْن، لتهريب كمية من المجوهرات الذهبية تم جلبها من أحد الأسواق المعروفة بتركيا وإدخالها بطريقة غير شرعية، عبر طائرة كانت قادمة في رحلة نحو الجزائر، حيث ألقي عليه القبض بعد اكتشاف الكمية الإجمالية المقدرة بنحو 14 كيلوغراما من الذهب، مقسمة إلى جزأين، عثر على 7 كلغ منها بملابس المتهم، فيما وجدت الكمية المتبقية في سلّة للمهملات. القضية فتحتها محكمة الحراش، الأربعاء، للنظر في وقائعها، إذ يواجه ضابط الشرطة تهمًا تخصّ مخالفة التشريع الجمركي الخاص بحركة الصرف ورؤوس الأموال من وإلى الخارج، سوء استغلال الوظيفة، والتهريب، وهذا بالاشتراك مع صائغ ينحدر من منطقة بومدفع بولاية عين الدفلى، ألقي عليه هو الآخر القبض خلال عودته من تركيا، ليتمّ إيداعهما بالمؤسسة العقابية، فيما يبقى متهميْن آخرين في حالة فرار، لم يتم التوصل إليهما لحد الساعة، من بينهما الرأس المدبر لعملية التهريب والمدعو "حسان" الذي خطط لتهريب أكثر من 14 كلغ من المعدن الأصفر. وقد رصدت المصالح الأمنية خلال عمليات التحقيق سجلّ المكالمات بين جميع المتهمين، ما أسفر عن توقيف اثنين منهم وحجز سيارة، إضافة إلى كمية الذهب المهرب، كما اعترف المتهم الأول خلال سماع أقواله من قبل هيئة المحكمة ، الأربعاء، بكل التهم المنسوبة إليه، وأقرّ أنه تلقى مكالمة هاتفية من المدعو "حسان" لمساعدته في تمرير كمية من المجوهرات، وأطلعه أنها من معدن "البلاكيور"، اقتناها من تركيا دون أن يعلم أنها عبارة عن ذهب سيتم تهريبه للجزائر، فيما فند المتهم الثاني أي علاقة تربطه بالمتهم الأول، سوى أنه اتصل به لغرض الاتفاق على صفقة لشراء سيارة خلال عودته من رحلته، وفيما طلب دفاع المتهمين إفادتهم بظروف التخفيف، التمس وكيل الجمهورية عقوبات تراوحت بين 5 و7 سنوات حبسا نافذة ، وغرامة مالية بضعف قيمة المحجوزات مع مصادرتها، وإصدار أمرا بالقبض في حق المتورطين الموجودين في حالة فرار.