يستعد قطاع الشبيبة والرياضة لإسدال الستار على موسم المخيمات الصيفية لسنة 2016، حيث توافدت نهاية الأسبوع الفارط أخر الدفعات على المخيمات الصيفية المنظمة من طرف مديرية الشبيبة والرياضة بمختلف المدن والولايات الساحلية التي تستمر إلى غاية نهاية الشهر الجاري. قدر عدد المصطافين الذين تكفلت بهم مديرية الشبيبة والرياضة لولاية ورقلة ب 3500 طفل يتراوح سنهم بين 6 و14 سنة، و900 مراهق وشاب أكبر من 18 سنة موزعين على 9 مراكز يؤطرهم 745 مؤطر من مديرين ومقتصدين وطباخين وأطباء وأخصائين نفسانيين ومنشطين وحراس سباحة ومستخدمين من أعوان المطبخ والحراسة والنظافة، حيث رصد لهذا الغرض ميزانية ضخمة من خزينة الولاية تجاوزت 3 مليار سنتيم تتضمن خدمات الإيواء والنقل والإطعام وتسديد رواتب المؤطرين وحقائب الأطفال والرحلات . من أجل تسليط الضوء أكثر على المخيمات الصيفية، قامت "الشروق" بزيارة ميدانية لمخيم الرفاه للطفولة في طبعته ال 15 التابع لمديرية الشبيبة والرياضة لولاية ورقلة الذي حطّ رحاله هذا الموسم بولاية عنابة، حيث استقبل على مدى ثلاث دورات 676 طفل من ذوي الفئات الهشة والمحرومة كالأيتام والفقراء بالإضافة إلى المتفوقين في الدراسة منذ منتصف شهر جويلية الفارط، حيث تدوم كل دورة 13 يوما، ويصنف هذا المخيم من ضمن أفضل المخيمات على المستوى الوطني خاصة بعد نجاحه في تنظيم مخيم دولي بتونس خاص بمتفوقي ولاية ورقلة الموسم الماضي.
برنامج يومي حافل بالترفيه وقفت "الشروق" وبتسهيلات من طرف مدير المخيم السيّد بن دلالي عماد على كل كبيرة وصغيرة داخل المخيم، فالبرنامج اليومي يتضمن عدة نشاطات تربوية وبيداغوجية وترفيهية، حيث مباشرة بعد استيقاظ الأطفال صباحا وتناولهم فطور الصباح على الساعة الثامنة، يتم ترديد مختلف الأغاني الوطنية وأخرى ترفيهية خاصة بالمخيم الصيفي، وبعد ذلك يتم التوجه مباشرة لشاطئ البحر من أجل السباحة وتنظيم ألعاب شاطئية إلى غاية منتصف النهار، حيث وبعد الاستحمام وتناول وجبة الغداء تكون هنالك فترة للقيلولة والاستراحة من استرجاع اللياقة والتقاط الأنفاس قبل مواصلة النشاطات في الفترة المسائية، حيث يتم تقسيم الأطفال منذ اليوم الأول إلى طليعتين تضم كل طليعة 10 أفواج، وكل منشط يسهر على تأطير 10 أطفال، فالطليعة الأولى تخرج في جولة لوسط المدينة لاكتشاف المحيط، فيما تكون الطليعة الثانية منهمكة في النشاطات الرياضية والترفيهية بالمركز كالدورات الرياضية في كرة القدم للذكور وكرة السلة للإناث والشطرنج والأشغال اليدوية والرسم وتحضير السهرة التي تكون دسمة ومتنوعة وهادفة كالمسرح والرقص الفلكلوري والسكاتشات والأوبيرات والألعاب. وأوضح مدير المخيم أن الجميع مجنّد من أجل راحة وسلامة الأطفال البالغ عددهم عند نهاية الدورة 676 يؤطرهم أكثر من 20 منشطا، بالإضافة إلى حراس السباحة والأخصائي النفساني والطبيب والمقتصد الذي يقف على كل كبيرة وصغيرة لتوفير المستلزمات واقتناء الضروريات، كما يتم تنظيم خرجات وجولات على الهواء الطلق ورحلات لمختلف المرافق الحيوية والاقتصادية كمطار رابح بيطاط والميناء ونادي الفروسية بعين عشير ورأس الحمراء ومركب الحجار، أما من ناحية التغذية فيتم إعطاءها أهمية بالغة ومتوازنة غنية بالبروتينات بأطباق يكون سيّدها اللحم أو الأسماك أو البيض والجبن والفواكه على المائدة.
سهرات المخيم وإبداعات الأطفال تستقطب مسؤولي عنابة تستقطب السهرات الليلية التي تقام داخل المخيم والتي تترجم ما تدرب عليه الأطفال طيلة اليوم وتحت إشراف منشطيهم العديد من الوجوه البارزة على المستوى الوطني والولائي، حيث صادف وجودنا خلال تلك الليلة حضور نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني بهاء الدين طليبة رفقة عدد من الشخصيات البارزة كمدير الشبيبة والرياضة ومدير التشغيل ومدير التربية ومدير الضمان الاجتماعي والمدير الجهوي لمؤسسة موبيليس بعنابة والنائب العام والمدير العام للمستشفى الجامعي، كما سبق وأن زار المخيم كل من والي عنابة ورئيس المجلس الشعبي الولائي، بالإضافة إلى العائلات التي تقطن بجوار ثانوية محمد عواشرية بوادي القبة، حيث يستمتع الضيوف بالرقصات الفلكلورية والأعراس التقليدية والسكاتشات والمسرحيات والأوبيرات التي يبدع فيها الأطفال على مدى ساعة ونصف مليئة بالمرح والترفيه بالإضافة إلى الاحتفال بأعياد ميلاد أطفال المخيم.
الأطفال ينقلون أولمبياد ريو إلى ساحة الثورة بعنابة من بين برنامج المخيمات الصيفية، إجراء أولمبياد مصغر بمشاركة جميع الأطفال في مختلف الألعاب والنشاطات، مخيم الرفاه للطفولة اختار أن يعطي افتتاح الأولمبياد من قلب مدينة عنابة، وبالضبط من ساحة الثورة "الكور" الذي تحول إلى قِبلة لزوار عاصمة بونة، حيث قام الأطفال الذين تم تقسيمهم إلى أكثر من 20 فوجا جابوا الساحة باستعراضات فوركلورية بكل الطبوع الجزائرية والأهازيج، حاملين لافتات تحمل اسم كل ولايات الوطن، خلقوا بها جوّا حماسيا وسط مدينة عنابة ليتم قبل نهاية حفل الافتتاح إعطاء الكلمة لمدير المخيم للإعلان الرسمي عن افتتاح الألعاب الأولمبية المصغرة، والتي تستكمل نشاطاتها في ساحة إقامة المخيم وشاطئ البحر، وتتمثل هذه الألعاب في كرة القدم وكرة السلة والرماية والشطرنج وسباق السرعة وألعاب الكرماس وألعاب الشاطئ.