اعتداء وقرصنة لتمرير رسائل مغلوطة - تقنيات جديدة للسطو على الموقع وجهات مصرية في قفص الاتهام تعرّض موقع "الشروق أون لاين"، أول أمس الأحد في حدود الساعة العاشرة مساء، إلى عملية استيلاء على الموقع من خلال السطو على اسم النطاق (Nom de domaine) (www.echoroukonline.com) من طرف قراصنة مصريين... في حلقة أخرى من مسلسل استهداف الصحيفة وموقعها بسبب صمودها في وجه الحملة الإعلامية المصرية التي مست الجزائر ورموزها، وهذه سابقة تعد الأولى من نوعها على هذا المستوى وبهذا الأسلوب المعقّد، بما يوحي بوجود تخطيط محكم قام به أكثر من شخص، مع شكوك بوجود مساهمة من طرف جهات مصرية سعت للتخلص من جريدة الجزائريين الأولى التي يحتل موقعها الإلكتروني المرتبة الأولى عربيا من حيث المقروئية بين مواقع الجرائد. بعد محاولات عديدة لتحطيم موقع الشروق قام بها الهاكرز المصريون وباءت بالفشل، تم اعتماد تقنيات جديدة من طرف هاكرز مصري تتمثل في سرقة هوية الموقع وتحويلها إلى ملكية هاكرز مصري، وهي تقنية يقول سفيان سخري مدير موقع "جيكوس" إنها جديدة ولم يصادفها على مدى 15 سنة التي أدار فيها أقدم موزع خدمات في الجزائر. وحول الطريقة التي انتهجها القراصنة المصريون، قال مدير "جيكوس" إن القراصنة سطوا على هوية الموقع المتمثلة في اسم النطاق بطريقة غريبة، حيث تقدموا بطلب شراء عنوان "الشروق" لدى مؤسسة متخصصة في استضافة المواقع وتوفير العناوين الإلكترونية، وهي بدورها قدمت الطلب للمؤسسة التي تتعامل معها "الشروق أون لاين" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الغريب في الأمر هو أن طلب تغيير ملكية عنوان الموقع ما كان له أن يتم إلا بعد موافقة مؤسسة الشروق، بما أنها صاحبة الحق في استغلال العنوان واشترت حقوقه على الأنترنت لفترة 9 سنوات، إلا أن الشركة الأم وافقت على طلب البيع ونقل الملكية دون الرجوع للمالك الأصلي متمثلا في "الشروق اليومي". وبعد اتصال مع المؤسسة الأمريكية online NIC، أوضح مسؤولوها أنهم تفاجؤوا للطريقة التي تمت بها هذه العملية، وفتحوا تحقيقا لمعرفة ملابسات القضية وما إذا كان هناك تواطؤ حاصل من طرف بعض موظفيها لتمرير هذه العملية غير القانونية. وحول الإجراءات المتبعة في هذه الحالة، قال سفيان سخري إنهم سيقدمون شكوى لدى السلطات الجزائرية أولا، كما تم الشروع في التواصل مع المؤسسات التي قامت بعملية بيع اسم نطاق "الشروق" للقيام بعملية استرجاعه، كما يعكف فريق تقني مختص في الوقت الحالي على إعادة وضع الموقع في عنوانه الأول www.echoroukonline.com وتعكس هذه الحملة التي استهدفت الشروق أون لاين النجاحات التي حققها في الساحة الإعلامية الإلكترونية الوطنية والمغاربية والعربية، حيث يتصدّر المواقع وطنيا ومغاربيا بحسب موقع "أليكسا" المتخصّص في إحصاء وترتيب المواقع الإلكترونية في العالم. وحاول قراصنة الشروق تبرير أسلوبهم المشين وغير الأخلاقي باستمالة الشعب الجزائري، وكذا محاولة إبراز أهمية مصر، قائلين: "فمصر لن تتقبل بأي شكل كان تلويث سمعة مصر التي ستبقى دائما ودوما أم الدنيا ومهد الحضارات". وكان موقع الشروق أون لاين قد تعرض إلى هجومات في أكثر من مناسبة من طرف قراصنة مصريين تزايدت منذ فوز الفريق الوطني على نظيره المصري في أم درمان السودانية بِرسم تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، حيث تمكن من إزعاج الكثير من المنابر الإعلامية الإلكترونية والصحفية والفضائيات المصرية وشن هجوما مضادا على الجهات الإعلامية المصرية التي شتمت الجزائر وشعبها وشهداءها والراية الوطنية ودافع عن رموز البلاد، وتمكن الموقع في تلك الأثناء من احتلال مراتب متقدّمة في ترتيب المواقع الإلكترونية الأكثر مشاهدة في العالم العربي بما فيه مصر، حيث بلغ ترتيب الشروق فيها 63 متفوقا حتى على الأهرام والصحف المصرية، وهو ما جرّ عليه عمليات قرصنة تسببت في تعطيله إلا أنه كان يعاود الانطلاق مع كل تعطيل، وقد أخذ العديد من القراصنة الجزائريين على عاتقهم مسؤولية "الثّأر" للشروق أون لاين من خلال مهاجمة مواقع إعلامية مصرية، غير أن هذا الأسلوب يبقى رهين مسؤولية أصحابه، حيث يرفض الموقع اللجوء إلى هذه الأساليب غير الشرعية ويفضّل المواجهة والتنافس بالكلمة في الساحة الإعلامية الإلكترونية. الهجوم الذي تعرّض له موقع "الشروق أون لاين" هذه المرة مسّ نطاق الموقع فقط دون النفاذ إلى "السيرفر" الرئيسي، ما يعني أن القراصنة لم يتمكنوا من المساس بمعطيات الموقع من أخبار وصور ومواضيع تعود إلى سنوات وعليه فإن أرشيف الشروق أون لاين يبقى في مأمن. وتلفت إدارة الشروق أون لاين عناية قرائها الكرام إلى أن عملية السطو هذه ليست من فعل أفراد منعزلين أو قراصنة هواة وإنما تقف وراءها هيئات ومؤسسات مختصة في تعطيل المواقع والسطو على نطاقاتها بالصورة ذاتها التي تمت مع موقع الشروق، وقد سبق وأن وضعت الشروق في قلب الحملة المصرية على الجزائر، واتهامها بكونها "المتسبب في الفتنة"، في حين أنها لم تقم سوى بصد الهجمات المصرية على رموز الجزائر في مواجهة ترسانة من الفضائيات. كما تم سحب يافطات الإشهار التي وضعتها الشروق في البطولة الإفريقية لكرة اليد التي جرت مؤخرا في القاهرة بأمر من السلطات المصرية، كما تم طمس اسم الشروق من قمصان الفريق الوطني لكرة اليد حفاظا على الفريق من كل اعتداء قد يطاله. هذا، وتُحذّر الشروق اليومي القراصنة المصريين من استغلال موقعها بهذه الطرق غير القانونية وتتبرأ من أي استعمال مسيء لواجهة الموقع.