نظم عمال مركز الردم التقني ببشار، صبيحة الخميس، وقفة احتجاجية سلمية أغلقوا من خلالها أبواب المركز، وعلّقوا لافتات تنديدا بالوضعية الصعبة التي يعيشونها بسبب عدم تلقيهم لأجورهم العالقة منذ ستة أشهر، وغياب أدنى ظروف العمل. المحتجون أكدوا في تصريحات ل"الشروق"، اختيار طريق الاحتجاج بعدما سدت كل الأبواب في وجوههم، وحتى السلطات الولائية لم تستمع لانشغالاتهم على حدّ تعبيرهم. العمال قالوا إن أكثريتهم أرباب عائلات، وقد ضاقت بهم السبل بعدم تقاضيهم لأجورهم منذ ستة أشهر، وهم اليوم على موعد مع الدخول المدرسي وعيد الأضحى، "فكيف سنقابل أبناءنا؟" يتساءل أحدهم. كما اشتكى العمال من ظروف العمل، أين تغيب وسائل الحماية وحتى التلقيح الإجباري هم محرومين منه، ما يجعلهم عرضة لعديد الأمراض باعتبارهم يشتغلون وسط النفايات والروائح الكريهة، وحتى الماء قال العمال بأنه غير موجود بالمركز. وذهب أحد العمال إلى أبعد من ذلك، حين أكد بأن هذا المركز لا يصنف كمركز للردم التقني لأن كل الأمور التقنية منعدمة به، حيث لا تصنيف للنفايات ولا ظروف حماية للعمال، وحتى الماء غير متوفر وكل النفايات يتم تفريغها للردم وفقط كما اتهموا المدير بالتعسف الإداري من خلال توظيف عمال من دون شهادات ولا خبرة. العمال طالبو برحيل مدير البيئة وإيفاد لجنة وزارية للتحقيق في مشاكل المركز ووضعية تسييره، حيث منذ إقالة المدير السابق لا يزال المركز من دون مسؤول والعمال هم من يتولون تسييره. العمال رفضوا الحديث مع مدير البيئة ومنعوا دخول شاحنات نقل النفايات تابعة لمؤسسة "ساورة نت"، وأصروا على عدم فتح أبواب المركز لحين تلبية طلباتهم وهو ما جعل مدير المؤسسة يتنقل لعين المكان من أجل الاستماع لانشغالاتهم وطرح عليهم بعض الحلول، حيث طالب باصطحاب ممثلين عن العمال معه من أجل الشروع في حلول أولية تتمثل في صرف منحة تسبيق للعمال من أجل تغطية مصاريف العيد لحين تسديد أجورهم العالقة. من جهتنا حاولنا الاتصال بمدير البيئة غير أننا لم نجده بمكتبه وبعد اتصالنا به هاتفيا، أكد لنا بأنه يسعى لحل المشكل رفقة السلطات المحلية.