تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، المدعومة من الأممالمتحدة والغرب، عملياتها العسكرية ضد عناصر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش، في معقله بسرت 450 كم شرق العاصمة طرابلس. وأحرزت القوات الليبية، تقدما مهما في مختلف الأحياء، ما سمح لرئيس الحكومة الليبية فايز السراج بزيارة المدينة، ومتابعة التطورات العسكرية التي تتم بغطاء جوي تضمنه الولاياتالمتحدةالأمريكية، للمشاركة في العمليات، وأعلنت عن تنفيذها أكثر من 60 غارة جوية خلال شهر أوت. الناطق باسم قوات البنيان المرصوص، العقيد محمد القصري، أكد في تصريح خاص للشروق، أن قواته تحاصر بقايا الدواعش في منطقة الجيزة البحرية بسرت، التي تحررت معظم أجزائها في عمليات عسكرية حسبه، بدأت منذ شهر ماي الماضي، وكلفت قوات البنيان المرصوص500 قتيل وأكثر من 2500 جريح، وفي الطرف الآخر، أوضح محدثنا أن قتلى الإرهابيين يتم تجميعهم من قبل الهلال الأحمر الليبي، ولا يتوفر على إحصاءات رسمية بشأنهم. وأضاف المتحدث في تصريحه للشروق، أن قواته لم تعتقل في المدينة إلا امرأة واحدة كانت في صفوف مقاتلي التنظيم الإرهابي، وتم تحويلها للجهات المختصة للقيام بالتحقيقات اللازمة وهي من جنسية ليبية. وأضاف القصري، أن إعلان انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، سيتم خلال أسبوع واحد وقبل موعد عيد الأضحى المبارك، فيما سيستغرق تحرير المدينة بشكل كامل عدة أشهر، مشيرا أن المدينة هي منطقة عسكرية مغلقة الآن، نتيجة لكثرة الألغام المتواجدة بها ما أعاق عودة المدنيين إليها، مشيرا أن فرقا متخصصة في إزالة الألغام تعمل على ذلك في الأحياء والمناطق المحررة. وكشف المتحدث أنه تم تعيين حاكم للمدينة، برتبة عميد من قوات البنيان المرصوص، لم يتم الإعلان عنه رسميا حتى الآن، وسيباشر مهامه فور انتهاء العمليات العسكرية في سرت. وتوغلت قوات البنيان المرصوص، أمس السبت، في آخر الأجزاء التي يُسيطر عليها التنظيم الإرهابي داعش، والمتحصنة في الحي رقم 3، وأحكمت السيطرة على مواقع كثيرة في محيط الحيين رقم 1 و3، أهمها مصرف الوحدة، وفندق المدينة، وفرع المصرف المركزي الليبي في المدينة، كما تم العثور على 10 جثث لمقاتلي داعش بإحدى المدارس التي كانوا يتحصنون فيها في المواجهة مع القوات الليبية. ويؤكد القصري، أن القوات المشاركة في تحرير سرت، وبفضل الغطاء الجوي والدعم الغربي تمكنت من حسم المعركة بشكل كبير، في انتظار انتهاء المعارك الكبرى، وفسر العدد الكبير لتقلى قوات البنيان المرصوص بانتشار قناصة التنظيم في أسطح المباني، واستعمال داعش للعمليات الانتحارية والمفخخات.