رفع خليف كمال، القاطن ببكوش لخضر بولاية سكيكدة، الثلاثاء، شكوى رسمية لدى المصالح الأمنية والقضائية بعنابة، محملا فيها مستشفى ابن رشد مسؤولية وفاة والدته المغتربة بفرنسا، بوخاري مليكة، 81 سنة، حيث صرح لوحدة الشرطة بأن والدته قدمت إلى أرض الوطن هذا الصيف لقضاء عيد الأضحى المبارك بمنزله وفجأة تطورت أعراض مرض الزهايمر الذي تعاني منه، حيث نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى عزابة. ونظرا إلى حالتها الخطيرة تقرر تحويلها إلى مستشفى ابن رشد بعنابة وبعد يومين تنقل لزيارتها وهناك تفاجأ باختفائها. وبعد الاستفسار عنها أبلغته إدارة المستشفى بأنها حولت إلى مستشفى ابن سينا بقرار من الطبيب وهذا بعد فحصها لتبدأ معاناته في البحث عنها ما بين مصلحتي ابن رشد وابن سينا، لكنه لم يعثر عليها حية أو ميتة، لتراوده شكوك كثيرة. وبعد فقدانه الأمل في العثور عليها تقدم بشكوى متهما مستشفى ابن رشد بالتهاون، حيث صرح لدى مصالح الأمن بالأحداث ليتنقلوا بأنفسهم إلى عين المكان وقاموا بالبحث عنها من مصلحة إلى أخرى ولم يجدوا أي أثر لها. وفي صباح أمس الأول تم العثور على جثتها بمصلحة حفظ الجثث بمصلحة ابن رشد ولكنها تحمل هوية أخرى لعجوز توفيت إثر سكتة قلبية.. وهنا يتساءل ابنها عن سر عدم تحويلها إلى مستشفى ابن سينا، حيث صرح بأنها مدونة بالسجل الخاص بدخول المرضى لكنها لم تحول. وعليه يطلب من وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة ووزير الصحة التدخل العاجل وفتح تحقيق دقيق في هذه القضية لمعرفة سبب وفاة والدته وعدم التصريح بوفاتها. وذلك لأنه لم توجد أي وثيقة تثبت وفاتها في ملفها الطبي، حيث إنها ميتة في الواقع وحية على الورق، ولم يتم التصريح بوفاتها. من جهتها، أوضحت إدارة مستشفى ابن رشد بعنابة، أنه وقع خلط غير متعمد في الملف الطبي للمريضة، المدعوة "معروف نافجة"، والمتوفاة الحقيقية، "بوخاري مليكة"، اللتين كانتا ترقدان جنبا إلى جنب في الجناح الخاص بالنساء على مستوى مصلحة الاستعجالات الجراحية ابن رشد ولديهما نفس التشخيص ونفس الفئة العمرية. كما أن الإدارة سعت جاهدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتدارك الخطإ غير المتعمد، نظرا إلى الضغط الرهيب الذي تعاني منه المصلحة واستقبالها العديد من المرضى القادمين من 7 ولايات شرقية، إلى جانب عدم تفاني رئيس المصلحة بمعية الطاقم الطبي في تقديم المساعدة لأهل وأقارب المتوفاة وتزويدهم بكل الاستفسارات والمعلومات المطلوبة. جدير بالذكر أن الراحلة "بوخاري مليكة"، البالغة من العمر 81 سنة، حولت من عزابة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية ابن سينا قبل تحويلها إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد على أساس فحص اختصاصي من طرف طبيبة جراحة الأعصاب وتم قبولها، نظرا إلى حالتها الصحية الحرجة لأنها كانت تعاني من مشكل في الدماغ، إلى جانب معاناتها من مرض القلب وداء السكري، لاسيما أنها كانت فاقدة الوعي تماما، ما استدعى التدخل الفوري للطاقم الطبي من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل المستعجلة، إلى جانب تصويرها بأشعة السكانير وبعد الانتهاء أمرت الطبيبة بإرجاعها إلى مستشفى ابن سينا إلاّ أن وضعها الخطير حال دون ذلك، لتبقى تحت العناية المركزة قبل أن توافيها المنية يوم 03 سبتمبر 2016.