في حادثة مأساوية أليمة تعد الأولى من نوعها في حياة البومرداسيين عامة والهداجيين خاصة شهدتها صبيحة الخميس، مدينة أولاد هداج أقصى غرب ولاية بومرداس، لقي ثلاثة أطفال حتفهم في حريق مهول شب بأحد المنازل الكائنة بحي على حساين الواقع بإقليم البلدية، فيما أصيبت الأم بجروح بليغة نقلت على إثرها إلى مستشفى الرويبة، أين تخضع للرعاية الطبية المركزة. الحادثة وحسب المعلومات الواردة من مصالح الحماية المدنية وشهود عيان، وقعت بين الساعة التاسعة والتاسعة والنصف من صبيحة نهار الخميس لما شب الحريق في منزل عائلة (بالحي المذكور، الكائن بإقليم بلدية أولاد هداج غرب ولاية بومرداس) ولم يأبه له الجيران وأقارب الضحايا إلا بعد ارتفاع الصراخ والعويل من قبل الأم التي وجدت نفسها محاصرة بألسنة اللهب، التي اشتعلت وتصاعدت بعد شرارة كهربائية وقعت في الشقة، في وقت كان المنزل في حالة من التسرب الغازي (غاز المدينة)، ما أدى إلى اشتداد اللهب وحال دون تمكين الأم من إنقاذ نفسها وأولادها. أقارب الضحايا أكدوا، في تصريح ل "الشروق"، أن الحادثة أليمة لاسيما أنها تزامنت وعيد الأضحى المبارك إذ راح ضحيتها ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات بينهم صبية لا تتجاوز عاما من عمرها، فيما تعرضت الأم إلى حروق بالغة ما استدعى نقلها إلى مستشفى الرويبة. جاء ذلك– حسب شهود عيان– في وقت كان فيه رب الأسرة، المدعو سيد علي، خارج البيت، بل في عمله، إذ انصرف إلى ذلك صباحا وهو لا يدري أن المصيبة ستكون بهذا الحجم. هذا وفور تبليغ السلطات المحلية بالحادثة، تحركت وحدة الحماية المدنية لخميس الخشنة من أجل إخماد الحريق الذي كان قد أتى على الأخضر واليابس، فيما سارعت مصالح الأمن الحضري والدرك الوطني وكذا حشد من الجيران والمواطنين إلى عين المكان للإسهام في إطفاء النار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البشرية التي كانت بداخل المنزل، غير أن ذلك لم يتم إلا بعد فوات الأوان، بحيث كانت الأسرة قد فقدت فلذات أكبادها وكل التجهيزات المنزلية التي أتلفتها النيران ولحسن الحظ أن رجال الإطفاء تمكنوا فور وصولهم إلى مكان وقوع الحادثة من تطويق الحريق والحيلولة دون امتداد ألسنة اللهب إلى الجوار. رب الأسرة، المدعو (ب- سيد علي) ينحدر من برج منايل، وهو واحد من أصهار عائلة مسعودي بأولاد هداج، حاولنا الاتصال به غير أنه رفض الحديث إلينا في ظل الظروف الراهنة والنكبة التي ألمت به وبأسرته، وذلك بعد فقدان أولاده الثلاثة وكذا زوجته المصابة بحروق وتقبع حاليا في المستشفى. مصالح الحماية، في اتصال بها، أكدت أن أسباب الحريق لا تزال قيد التحقيق لدى المصالح المختصة، في حين أكد شهود عيان من سكان المنطقة أن الأسباب تعود أساسا إلى شرارة كهربائية تزامنت وحدوث تسربات في الغاز داخل المنزل.
الضحايا بنت لا تتعدى سنة طفل عمره سنتان طفل عمره أربع سنوات