ردت المعارضة السورية بحذر، السبت، على إعلان الجانبين الأمريكي والروسي الاتفاق على هدنة في سوريا يمكن أن تؤدي إلى تعاون عسكري غير مسبوق بينهما ضد الجهاديين. وأعلن وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اللذان يدعم بلداهما أطرافاً متحاربين في سوريا، مساء الجمعة، الاتفاق على إعلان هدنة تدخل حيز التنفيذ، الاثنين، لتتزامن بذلك مع أول أيام عيد الأضحى. وأعربت بسمة قضماني من الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم أبرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة في سوريا في أن يشكل الاتفاق "بداية نهاية معاناة المدنيين". وصرحت قضماني لوكالة فرانس برس بالقول: "ننتظر أن تقنع روسيا النظام بضرورة الالتزام بالاتفاق، ولا نتوقع أن يقوم النظام بذلك بملء إرادته". وأضافت "نأمل من روسيا أن تنطلق من منطق الحرب إلى منطق الحل السياسي"، "فنحن لا نعول على النظام إطلاقاً" بل "نعول فقط على روسيا التي في يدها كل الأوراق". المعارضة المسلحة تشكك نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مقاتلين من الجيش السوري الحر قولهم، إنهم لا يرون فرصاً كبيرة لنجاح اتفاق أمريكي روسي بشأن سوريا لأن دمشقوموسكو لن تلتزما به. وقال فارس البيوش قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر، إن روسياودمشق لم تلتزما بالاتفاق السابق وإن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها. وذكر النقيب عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري باسم كتائب نور الدين الزنكي، أن الاتفاق سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب. وأسفر النزاع السوري عن سقوط أكثر من 290 ألف قتيل ونزوح الملايين منذ مارس 2011، بينما يعيش مئات آلاف الأشخاص داخل مدن محاصرة في ظروف مروعة. ردود فعل دولية أعربت الأممالمتحدة عن أملها في أن يسهل الاتفاق، الذي توصلت إليه موسكووواشنطن في جنيف، استئناف الجهود الرامية إلى البحث عن حل سياسي للأزمة. فيما رحبت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي باتفاق الهدنة الذي أعلنته روسيا والولايات المتحدة ودعت الأممالمتحدة لإعداد مقترحات لمحادثات انتقال سياسي في سوريا.. بدوره، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، جميع أطراف النزاع في سوريا إلى الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بين لافروف وكيري أثناء مفاوضات، استغرقت أكثر من 14 ساعة. من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان، اليوم (السبت)، إن تركيا ترحب بالاتفاق الأمريكي الروسي بشأن هدنة في أنحاء سوريا وإنها تجهز لتقديم مساعدات إنسانية لمدينة حلب بالتعاون مع الأممالمتحدة. ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا إلى استخدام كل نفوذها لضمان التزام الحكومة السورية ببنود الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطنوموسكو. وقال جونسون في بيان: "من الضروري أن يفي النظام في دمشق الآن بالتزاماته وأدعو روسيا لاستخدام كل نفوذها لضمان تحقق ذلك. سيحكم عليهم من خلال أفعالهم فحسب".