شهدت بورصة النفط، الاثنين، أسعار إغلاق مرتفعة مدفوعة بانخفاض سعر الدولار أمام العملات الأخرى، على وقع توقعات بزيادة إنتاج المنافسين وتسجيل فوائض نفطية أكبر سنة 2017. ارتفع خام تكساس الوسيط تسليم أكتوبر بمقدار 41 سنتا ليستقر عند 46.29 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، كما ارتفع خام برنت تسليم نوفمبر بمقدار 31 سنتا ليستقر عند 48.32 دولار للبرميل في بورصة لندن لعقود النفط الآجلة. في غضون ذلك، رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2017 مع دخول حقول جديدة للإنتاج وإثبات شركات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي مرونة أكبر من المتوقع في التعاطي مع أسعار الخام المتدنية مما يشير إلى فائض كبير في السوق العام المقبل. وقالت أوبك في تقرير شهري صدر الاثنين إنّ متوسط الطلب على النفط من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة سيبلغ 32.48 مليون برميل يوميا في 2017 انخفاضا من 33.01 مليون برميل يوميا في توقعات سابقة. ويجري تداول النفط بسعر 47 دولارا للبرميل وهو رقم يمثل نصف مستوى السعر الذي كان عليه الخام في منتصف 2014 في الوقت الذي ما زالت فيه تخمة الإمدادات قائمة رغم آمال أوبك بأن تنتهي بفعل تدني الأسعار. وعدّلت أوبك توقعاتها لإمدادات النفط من خارجها في 2016 و2017 طرديا، مستندة إلى عدة عوامل من بينها بدء إنتاج حقل كاشاجان في قازاخستان وانخفاض يفوق المتوقع في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة وقالت إن التوقعات الحالية تشير إلى المزيد من الإنتاج. وقالت أوبك في تقريرها: "من المتوقع ارتفاع الإنتاج من خارج أوبك في النصف الثاني من 2016 مقارنة بالنصف الأول". وتتوقع أوبك أن يرتفع الإنتاج من خارج المنظمة بواقع 200 ألف برميل يوميا في 2017 مقارنة مع انخفاض قدره 150 ألف برميل يوميا في توقعات سابقة. وقالت أوبك إن تعديل التوقعات يعود بشكل أساسي إلى بدء إنتاج حقل كاشاجان العملاق الذى طال انتظاره. وعلاوة على ذلك جرى تعديل توقعات إنتاج 2017 بأكمله صعوديا بواقع 180 ألف برميل يوميا. وقال التقرير إن أوبك نفسها أبقت علي الإنتاج قرب أعلي مستوياته في عدة سنوات في أغسطس حيث ضخت 33.24 مليون برميل يوميا وفق البيانات التي تجمعها أوبك من مصادر ثانوية بانخفاض قدره 23 ألف برميل يوميا عن جويلية. والإنتاج في جويلية هو الأعلى منذ 2008 على الأقل وفق مراجعة أجرتها رويترز لتقارير سابقة لأوبك. هذا وأفاد مصدران مقربان من وزارة الطاقة الروسية يوم الاثنين إنّ إنتاج النفط في روسيا، من المتوقع أن يرتفع هذا العام بنسبة 2.2 بالمئة فوق التوقعات ليصل إلى أعلى مستوى في نحو 30 عاما بما يتراوح بين 546 و547 مليون طن. وتتجاوز روسيا باستمرار توقعات إنتاج النفط الذي يشهد زيادة مطردة منذ عام 2009 عندما أدى هبوط في أسعار الخام إلى خفض مستويات الإنتاج، ومنذ ذلك الحين زادت الشركات الروسية معدلات الحفر بنحو عشرة بالمئة سنويا.