أثار عرض المسلسل التركي "صرخة حجر " على قناة الأم بي سي استياءا اسرائيليا كبيرا وحملة إعلامية شرسة ، بعدما بثت قناة العاشرة الاسرائيلية في نشرتها الإخبارية الرئيسية الأربعاء الماضي تقريراً ببث المسلسل ، ولأول مرة على قناة عربية يتحدث عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القذرة بحق الفلسطينيين ويرى مراسل القناة للشؤون العربية تسفي يحزكيلي بحسب موقع الأم بي سي ، في التقرير الذي أعده ان هذا المسلسل من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي في إسرائيل، بسبب مضامينه التي تظهر بلاده بصورة سلبية خاصة وان قناة اللام بي سي حاليا تعتبر واجهة المجتمع العربي بحسب نسبة المشاهدة الكبيرة التي تحظى بها في العالم العربي . وكان هذا المسلسل قد فجر أزمة بين اسرائيل وتركيا " انتهت بإهانة السفير التركي في إسرائيل، والتي تبعها بعد ذلك، اعتذار إسرائيلي لتركيا". المسلسل يتحدث عن عائلة خرجت إلى الأردن وعادت لتجد كيف دمّر الجيش الإسرائيلي حياته ويظهر المسلسل جنوداً إسرائيليين يقتلون الأطفال مع سبق الإصرار والترصد، ويتضمن أحد المشاهد بعضاً من عناصر الجيش يقتلون طفلاً رضيعاً عند حاجز على إحدى الطرق، ويظهر مشهد آخر رصاصة بالتصوير البطيء تطارد صبياً يفر في الوقت الذي يقوم فيه الجنود بتفريق مظاهرة بالذخيرة الحية وتصيب الرصاصة الصبي في الظهر ويسقط على الأرض ويحوي المسلسل أيضاً مشاهد تحاكي ما يحدث للفلسطينيات الحوامل من تنكيل على الحواجز ومن ضرب للشيوخ والعجزة، ويظهر مشاهد من الاشتباكات بين الفلسطينيين العزل والجيش الإسرائيلي تنتهي بقيام جندي بدهس جثمان شهيد فلسطيني واورد التقرير ايضا أن المسلسل الذي أنتج ليستهدف 70 مليوناً من متحدثي اللغة التركية، سيبث الآن لنحو 400 مليون من متحدثي اللغة العربية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى الإساءة لصورة إسرائيل لدى دول الاعتدال العربي للإشارة فان إسرائيل قد طلبت في حينه من هذه الدول عدم بث هذا المسلسل، ووزارة الخارجية عملت للحيلولة دون بثه في دول العالم، لكن لم يتجاوب الجميع مع هذا الطلب و احتجت اسرائيل مرة أخرى بعد ذلك على مسلسل آخر يدعى "وادي الذئاب"، الذي تم بثه على تلفزيون حكومي وأعيد بثه على تلفزيون خاص، وقالت تل أبيب وقتها إن المسلسل يظهر عملاء من جهاز الموساد الإسرائيلي في صورة سيئة. وسبق للرئيس التركي عبد الله غول أن رفض في وقت سابق احتجاجات إسرائيلية على برنامج تلفزيوني تركي عرض مشاهد من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة بوصفها جرائم حرب. وقال غول وقتها في تصريحات تلفزيونية إن رد الفعل الإسرائيلي ضد تركيا على خلفية عرض هذا البرنامج ليس على حق وإنه بدلاً من هذه الاحتجاجات يتعين على إسرائيل أن تعرف أن الحق هو ما أثبته تقرير (غولدستون) الذي تبناه مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة. ودعا غول إسرائيل إلى التعلم من الدروس التي احتواها تقرير غولدستون وتجنب ارتكاب الأخطاء في المستقبل، وقال "لذلك يجب على الجانب الإسرائيلي إلا يبالغ في رد فعله على تركيا" بسبب برنامج تلفزيون. وأكد الرئيس التركي آنذاك أن بلاده برغم ارتباطها بعلاقات وثيقة مع إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء "الأفعال الخاطئة" وستواصل بهذا الشأن متابعة تقرير غولدستون داخل مجلس الأمن وكيفية تعامل الدول الأعضاء مع هذا التقرير. وقد توترت العلاقات بين إسرائيل وتركيا في الأشهر الأخيرة بعد الانتقادات غير المسبوقة التي وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى إسرائيل بسبب الهجوم على قطاع غزة الذي أسفر عن أكثر من 1400 قتيل، كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية.