أثار المسلسل التركي المدبلج إلى اللغة العربية ''صرخة حجر'' ضجة كبيرة في إسرائيل حتى قبل عرضه في البلدان العربية، وطالبت سلطات تل أبيب بمنعه في تركيا قبل أشهر الجديد في الموضوع هو اعتراض جهات فلسطينية على المسلسل لتصويره مشاهد مثيرة للأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، حيث يظهر الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات من قبل الجنود الإسرائيليين، والتعذيب والتنكيل اليومي الذي يعشنه في السجون، ولكن بتفاصيل مبالغ فيها، وتجانب الواقع كثيراً، كما قالت إحدى الأسيرات المحررات. وتضمنت الحلقات الأخيرة من المسلسل مشهداً يظهر اغتصاب الجنود لإحدى الأسيرات، مما أثار لغطاً كبيراً وآراءً متباينة بين متتبعي المسلسل في المناطق الفلسطينية، ودفع إحدى الأسيرات المحررات مطالبة مخرج الفيلم أن ''يعتذر من الشعب الفلسطيني، لما قدمه من تشويهات منها عرض المقطع الذي تظهر فيه إحدى الأسيرات وتدعى مريم خلال اغتصابها من قبل جنود الاحتلال''، مؤكدة أن الأسيرات حاربن على مدار سنوات طوال ليثبتن حقهن في النضال وأن ما تم عرضه لا يمت إلى الحقيقة بشيء على حد وصفها. وأشارت إلى أن المسلسل يحتوي على الكثير من الأخطاء، منها أن ''مخرج المسلسل بيَن أن أهل الأسيرة قاموا بعد الإفراج عنها بقتلها''، ذاكرة أن العائلة الفلسطينية لطالما احتضنت بناتها الأسيرات المحررات، وقالت: ''إن النضال الفلسطيني لا يأتي كرد فعل على قتل الصهاينة، وإنما هو حق مشروع، لكل مناضل''. وأضافت أن ''عرض المشهد هو محاولة لتشويه صورة الأسيرة الفلسطينية، وتغييب لدورها البطولي على مدار سنوات مضت، ويعتبر إهانة علنية للشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلا الاحتلال''. وقالت أيضا إن ''المسلسل غيب كثيرا من القيادات الفلسطينية التي كان لها دور بارز في النضال مثل الشهيد الرمز أبو عمار، وأبو علي مصطفى، وأحمد ياسين والشقاقي وغيرهم من أبناء فلسطين الذين ضحوا من أجل وطنهم'' ، وقالت: ''إن من يظن أن الأسيرة الفلسطينية حين تعتقل تغتصب هو واهم وخاطئ، فلم يحدث إطلاقا أن تم تسجيل أي حالة، ولم نسمع بأن أي عائلة فلسطينية قامت بقتل ابنتها''. وطالبت الأسيرة المحررة شبكة ال''أم بي سي'' بالعمل وبشكل فوري على وقف عرض المسلسل، ''وأن على القنوات العربية قبيل عرضها لأي مسلسل التأكد من صحة ما يجيء به من أحداث''، وفي نفس الوقت شكرت الأسيرة كل من ساهم ويساهم في إيصال قضية الأسيرات، على أن تكون ذات مصداقية. وبهذا الخصوص وجه قدورة فارس القيادي في حركة فتح رسالة إلى د. أحمد أبو صالح القائم بأعمال نادي الأسرى الفلسطينيين في تركيا العمل وبشكل فوري لمتابعة الموضوع مع المخرج التركي ووضعه بصورة ما يجري في فلسطين، وتبيان أن عرض مثل هذا المسلسل هو تشويه كامل للصورة الفلسطينية لما فيه من أحداث غير مترابطة. وكانت السلطات الإسرائيلية قد حجبت قناة ''أم بي سي'' عن المعتقلين الفلسطينيين في سجني النقب والنفحة الصحراوي بسبب المسلسل التركي ''صرخة حجر'' الذي تبثه، والذي أثار غضباً في إسرائيل تناقلته وسائل الإعلام طوال الأيام الماضية. وبدأت القناة المذكورة عرض مسلسل ''صرخة حجر'' مدبلجاً إلى اللغة العربية في العشرين من مارس المنصرم وسط احتجاجات إسرائيلية، واهتمام عربي واسع. وتدور أحداثه حول أسرة فلسطينية تواجه الموت بنيران المحتل كل يوم، وتعاني مرارة العيش في ظل الاحتلال، وتركز على أحد أعضاء هذه الأسرة وهي سيدة اضطرت للهجرة إلى الأردن مع والدها ومولودها الجديد، وعندما تقرر العودة لزيارة شقيقها وبقية أهلها يقتل جنود الاحتلال والدها أثناء انتظاره على الحدود.