قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، إن القوات العراقية تتقدم بسرعة أكبر من المتوقع صوب مدينة الموصل معقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإن التنسيق بين المقاتلين الشيعة والأكراد يظهر وحدة العراق في مواجهة التنظيم المتشدد. ويجتمع وزراء خارجية ودبلوماسيون بارزون من دول غربية ومن الشرق الأوسط في العاصمة الفرنسية باريس لبحث كيفية إعادة السلام والاستقرار للموصل بعد إخراج تنظيم "داعش" منها. وقال العبادي متحدثاً من بغداد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إن كل الجهود تبذل من أجل فتح ممرات إنسانية للمدنيين الفارين من الموصل ثاني أكبر المدن العراقية والتي مازال يسكنها نحو 1.5 مليون نسمة. وأضاف أن القوات تتقدم صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصوراً ومما كان مقرراً في خطة الحملة. وقالت القوات العراقية والكردية، يوم الثلاثاء، إنها سيطرت على نحو 20 قرية على مشارف الموصل وهي أكبر مدينة ما زالت تحت سيطرة التنظيم المتشدد الذي استولى على مساحات من أراضي سورياوالعراق في عام 2014. واستعادة الموصل ستكون بمثابة مؤشر على هزيمة التنظيم في العراق، لكنها قد تؤجج المزيد من الصراعات الطائفية الدامية وهو ما تسعى الحكومة في بغداد والقوى الداعمة لها إلى تجنبه. وقال العبادي، إن أي انتهاكات لحقوق الإنسان لن تكون مقبولة. وسعى لطمأنة داعميه الدوليين إلى دخول بلاده مرحلة جديدة من التعاون لتجنب العنف الطائفي الذي يمزق البلاد منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وأضاف أن الحرب الدائرة في الموصل حرب عراقية يشنها عراقيون من أجل العراقيين ودفاعاً عن أرض العراق. وقال إن هذه المرة الأولى منذ 25 عاماً التي تدخل فيها القوات العراقية المنطقة الكردية الشمالية لخوض قتال مشترك. وتابع إن الوحدة العراقية التامة تظهر جلياً وأكثر من أي وقت مضى في مواجهة الإرهاب. ويسعى اجتماع باريس إلى وضع خطوط إرشادية بشأن كيفية إدارة المدينة بعد رحيل تنظيم "داعش" وكذلك لحماية المدنيين وتقديم المساعدات. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمته الافتتاحية، إن من المهم كذلك البدء في التخطيط لهجوم منفصل على معقل التنظيم في الرقة في سوريا التي يقول إن المقاتلين المتشددين بدأوا بالفعل في الفرار إليها من الموصل. وأضاف "يجب أن نقدم نموذجاً يحتذى به في ملاحقة الإرهابيين الذين يغادرون الموصل باتجاه الرقة.. لا يمكن أن نقبل نجاحاً يسمح لأولئك الذين كانوا في الموصل أن يختفوا في مواقع أخرى حيث يمكنهم شن هجمات".