قصف جماعي ومخاوف دولية من انتقام الدواعش ** العفو الدولية تحذر من الانتهاكات والمجازر كانت ولا زالت العراق نقطة ساخنة تعج بالفتن والصراعات التي لا تنتهي فمنذ عهد نظام صدام حسين لم تعرف هذه الدولة وقتا مستقطعا لراحة والأمان فلا هدوء في بلد تتنافس كل دول العالم على تقسيمه وإشعاله والقادم أسوأ مع معركة الموصل. ق.د/وكالات تخشى الحكومة العراقية من تنفيذ تنظيم الدولة (داعش) عمليات انتقامية داخل المدن ومنها العاصمة بغداد بالتزامن مع إطلاق معركة الموصل التي بدأت فجر أمس الإثنين الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة داخل العاصمة تلافياً لوقوع تفجيرات. ودعا رئيس الحكومة حيدر العبادي في بيان إلى الحذر من عمليات إرهابية بالتزامن مع انطلاق عمليات تحرير نينوى داعيا القوات الأمنية الى (اليقظة) من ذلك. وطالب المواطنين ب(أخذ الحيطة من عمليات انتقامية قد ينفّذها تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الآمنة). من جهته أكّد ضابط في قيادة عمليات بغداد المسؤولة رسمياً عن الملف الأمني في العاصمة بغداد أنّ القيادة تلقت توجيهات مشدّدة من قبل العبادي نصّت على الاستعداد وأخذ الحيطة والحذر من ردّة فعل داعش إذ قد يقدم على تنفيذ تفجيرات وأعمال عنف في بغداد كردّة فعل على معركة الموصل. وقال الضابط خلال حديثه مع (العربي الجديد) إنّ قيادة العمليات وضعت خطة طارئة لحفظ أمن بغداد ونشرت قطعاتها استعداداً للتصدّي لأي محاولة تفجير قد يقدم عليها داعش مبيناً أنّ القيادة كانت وضعت خطّة أمنية خاصة بعاشوراء وأمس شدّدت من إجراءاتها الأمنية التي اتخذتها والتي تضمّنت أيضاً نشر قطعات أمنية قرب المراكز التجارية والأسواق والمناطق المزدحمة في عموم مناطق العاصمة. وعلى الرغم من تلك الإجراءات لم تستطع القوات الأمنيّة المستنفرة منع انتحاري من تفجير سيارته المفخخة على حاجز أمني في منطقة العدوانية التابعة لبلدة اليوسفية جنوبيبغداد. وقال ضابط في قيادة شرطة بغداد إن (ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة بينهم عناصر شرطة بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش للقوات الأمنية في منطقة العدوانية التابعة لناحية اليوسفية جنوببغداد). وسارعت قوات الأمن العراقية إلى تطويق مكان التفجير ومنعت اقتراب الأشخاص تحسباً لحدوث تفجير ثان قد يستهدف قوات الأمن بينما قامت سيارات الإسعاف بنقل جثث القتلى والجرحى إلى المستشفيات. خلال ذلك اتخذت محافظات صلاح الدين والأنبار وبابل وديالى فضلاً عن محافظتي النجف وكربلاء إجراءات أمنية مشددة. وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية إن (الإجراءات تأتي تحسباً لأي هجمات إرهابية تستهدف المدنيين من قبل التنظيم) فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في اتصال مع (العربي الجديد) أن الهجمات الانتقامية من داعش واردة واستهداف المدنيين دليل على عجزه وفشله بعد خسارته في ساحات القتال مشيراً إلى الاستمرار بتعزيز الأمن واحباط أي عمليات إرهابية مطالبا المواطنين التعاون مع قوات الأمن في هذا الشأن والإبلاغ عن أي أمور مشبوهة. على الجانب الثاني قال المقدم في قوات البشمركة هلكرد رسول إن الجيش التركي عزز دفاعاته في منطقة سيلوبي على الحدود مع العراق ونشر دبابات ووحدات خاصة موضحاً في حديث مع (العربي الجديد) أن (الإجراء جاء بعد بدء القتال وتصاعد سحب الدخان على مسافة قريبة من الحدود مع تركيا). وحذرت أنقرة مراراً من أن الهجوم على مدينة الموصل قد يثير نزاعاً طائفياً. وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس الإثنين إن تركيا مستعدة لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين المحتملين الذين قد يفرون من مدينة الموصل العراقية إذا تسببت عملية مدعومة من الولاياتالمتحدة لطرد (داعش) من المدينة في تأجيج العنف الطائفي. العفو الدولية تحذّر في الأثناء تجددت مخاوف المنظمات الحقوقية من ارتكاب مليشيا (الحشد الشعبي) التي تشارك إلى جانب القوات العراقية في معركة الموصل ضد تنظيم الدولة (داعش) عمليات انتقام وتعذيب وإخفاء قسري بحق المدنيين الفارين من الموصل. وفي هذا السياق ذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس الثلاثاء أنّ (الأدلة المستمدة من مئات المقابلات تكشف عن ردّ فعل مرعب ضد المدنيين الذين يفرون من الأراضي الخاضعة لسيطرة (داعش) وخاصة من المسلمين السنة وتعكس خطر وقوع انتهاكات جماعية في الوقت الذي تجري العملية العسكرية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم). وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة فيليب لوثر إنّ العراق حاليّا يواجه تهديدات أمنية حقيقية للغاية ومميتة من جانب داعش لكن لن يكون هناك مبرّر لأعمال الإعدام خارج نطاق القضاء والإخفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي. ودعا لوثر السلطات العراقية إلى (أخذ خطوات لضمان عدم حدوث تلك الانتهاكات المروعة مجددا) كما حثّ الدول الأخرى الداعمة للعمل العسكري ضد (تنظيم الدولة) في العراق على أن تظهر عدم استمرارها في غضّ الطرف عن الانتهاكات. واستند تقرير العفو الدولية إلى مقابلات مع نحو 470 معتقلاً سابقاً وشهود عيان ونشطاء ومسؤولين وأقارب للضحايا. واتهم التقرير مليشيات (الحشد الشعبي) وقوات الحكومة ب(ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في وقت سابق بما في ذلك جرائم حرب وتنفيذ الآلاف من أعمال الإعدام خارج نطاق القضاء لمدنيين فروا من المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش). وكان العديد من الضحايا قد نزحوا أثناء العمليات العسكرية مطلع العام الحالي في الفلوجة والشرقاط والحويجة والموصل. ووفقا لتقرير المنظمة الدولية فإنّ 12 رجلا على الأقل و4 فتيان من قبيلة الجميلة قد تم إعدامهم خارج نطاق القضاء بعد أن سلّموا أنفسهم لعراقيين يرتدون زي الجيش والشرطة في ماي الماضي. وأوضح التقرير أنّ (73 رجلا وفتى آخرين من القبيلة نفسها كانوا قد فروا إلى بلدة السجر شمالي الفلوجة وتم احتجازهم ومازالوا مفقودين). مخاوف أوروبية من جانبه أعرب المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ عن خشيته من أن تؤدي خسارة داعش لآخر معاقله في العراق الموصل إلى تدفق العناصر المتشددة إلى أوروبا. وقال كينغ إن استعادة الموصل معقل داعش في شمال العراق يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين من التنظيم إلى أوروبا مصممين على القتال . وأضاف (حتى عدد ضئيل (من المتشددين) يشكل خطرا جديا علينا أن نستعد له) من خلال (زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الإرهابي). وكانت القوات العراقية والبشمركة قد بدأت فجر الاثنين بدعم من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته هجومها لاستعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة. تأهب ماليزي والمخاوف انتقلت عدواها الى دول آسيا فلقد قال أحمد زاهد حميدي نائب رئيس الوزراء الماليزي أمس الثلاثاء إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن على حدودها تحسبا لمحاولة مقاتلين متشددين ماليزيين العودة للبلاد بعد أن شنت القوات العراقية هجوما كبيرا لاستعادة مدينة الموصل معقل تنظيم داعش. وقال أحمد زاهد في مؤتمر صحفي إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن في المطارات والحدود الماليزية في الوقت الذي تتم فيه مراقبة الطرق غير الشرعية التي يسلكها عادة المهربون. وأضاف (نتبادل معلومات المخابرات مع وكالات المخابرات الدولية ولدينا قائمة بأسماء المشتبه فيهم تضم أسماء من يعتقد أن لهم صلة بداعش). ولم يوضح أحمد زاهد عدد الماليزيين الموجودين حاليا في الموصل لكن أرقاما نشرتها الشرطة الشهر الماضي أوضحت أن 90 ماليزيا انضموا إلى تنظيم داعش في سورياوالعراق منذ 2013. وقال إن المقاتلين العائدين سيعتقلون مع محاولة جعلهم يتخلون عن أفكارهم المتطرفة. تركيا تصر على المشاركة وفي إعلان عن موقفها قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم امس الثلاثاء إن القوات الجوية التركية شاركت في الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي على مدينة الموصل العراقية في إطار عملية تدعمها الولاياتالمتحدة للقضاء على تنظيم داعش. ولم يعلق العراق الذي عارض التدخل التركي في عملية الموصل على تصريحات يلدريم حيث دخلت تركيا في أزمة مع بغداد بسبب وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة في شمال العراق والأطراف المشاركة في عملية الموصل. وكانت تركيا دربت ما يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل يشاركون في العملية لكنها قلقة من أن يؤجج الهجوم التوترات الطائفية. وكانت القوات العراقية والبشمركة بدأت فجر الاثنين بدعم من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته هجومها لاستعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة.