جمعت ندوة "الأدب الجزائري: الجيل الثالث"، التي أقيمت ضمن فعاليات صالون الكتاب ال21، الروائي المعروف واسيني الأعرج ومجموعة من الكتاب الشباب، هم عبد الرزاق بوكبة، نسيمية بولوفة، عبد الوهاب عيساوي، كوثر عظيمي، الناقد لونيس بن علي. وردّ هؤلاء بإجابات مختلفة على سؤال واسيني عن رهانات الشباب ونظرتهم إلى صراع الأجيال في الكتابة. وقال عبد الرزاق بوكبة إنّ طبيعة الرهان تعفيه من الصراع مع الأجيال والتعدد الأدبي في القصة والمسرح والرواية والشعر يعتبر مكسبا بالنسبة إليه. وأضاف بوكبة في ردّه على سؤال واسيني الأعرج هل رهانات الجيل الجديد تقدم بالضرورة الجديد؟ وهل يطرح مسألة الصراع بينه وبين الجيل السابق في كتاباته؟ اعتبر بوكبة أنّه ينتمي إلى السؤال أكثر من انتمائه إلى الإجابة، ولا يزال يتموقع ولا يزال يعيش الحيرة ويطرح الأسئلة وينتمي إلى التنوع أكثر من الأحادية ويعيش القيم والهواجس من خلال النص. وعلّق في سياق ذي صلة على خلفية سؤال الصراع مع الأجيال بأنّ طبيعة الرهان تعفيه من الصراع مع الأجيال. ولفت إلى أنّ الروائي واسيني الأعرج لا يشكل عقبة في طريقه مثل الكتاب الآخرين. وأشار إلى أنّ هؤلاء شركاء في الفضاء الأدبي والثقافي، كما يؤمن بحقهم فيما يرونه. وذكر أنّ الكتابة عنده حياة موازية تستوعب كل الموجودات والمقولات والأجناس، لكن شدد في حديثه على أنّ المطابقة تبقى فيما يريده الكاتب. بدورها، لا تؤمن الروائية الشابة نسيمة بولوفة بصراع الأجيال. وبررت ذلك في ردها على أسئلة واسيني: "لا أعتقد أنّ هناك صراعا، ولا أريده؟ لا أكتب لأتصادم، بل صراعي مع نفسي، أكتب لأتنفس". وأوضحت أنّها بعد تخرجها من الجامعة كباقي الآلاف من الجزائريين، أحست بالانكسار والعدمية، لكن بالرغبة والإرادة أوهمت نفسها بأنّها قادرة على تغيير جزء من الواقع، وأكدّت في السياق أنّها تود أن تكون كاتبة شعبية ولا تكتب للطبقة المثقفة فقط، وتحدّيها أن يكون قارئ أعمالها سائق طاكسي وبائع خضر.. "أكتب أشياء بسيطة عن أوجاع الجزائري، هناك كتاب يلهمهم البحر وأنا تلهمني الأسواق". من جهتها، عبرّت الكاتبة الشابة كوثر عظيمي عن كون جيلها يريد أن يقدمّ كتابات جيّدة وفي المستوى، ومحاولة تقديم النص كما يتخيل. وأشارت إلى أنّها لا تود القول عن جيلها إنّه خاص أو شيء من هذا القبيل. ولمحت إلى عدم وجود صراع أجيال في الكتابة. ويشير الناقد لونيس بن علي إلى أنّه لا يفضّل مصطلح التجديد على لفظة الجديد، موضحا أنه نص ملموس أحدث تجديدا على مستوى الكتابة، ليعود وينتقد فكرة "التجييل" التي اعتبرها ورطة حقيقة تدخل الطرفين في صراع لا طائل منه. ويعتبر الروائي عبد الوهاب عيساوي الكتابة تعبيرا صادقا عن الإنسان، موضحا أن تماهي المؤلف مع هموم الإنسان، هو مخرجه الوحيد للتحكم في شخوص نصوصه التي قد تحمل الكثير من الوجوه متباينة الملامح والأفكار والمعتقدات.