يرى الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن الرواية العربية مست معضلات المجتمعات العربية كالصراعات الطائفية والتاريخية، وأنها عالجت بتقنية عالية قضية الأكراد والشيعة والسنة والعلاقات الإنسانية والدكتاتوريات التي ترسخت في نصف القرن الماضي. وقال الأعرج في حوار خاص ل"الجزيرة نت" إن ما سمي "الربيع العربي" أصبح جزءا من انشغالات النص الإبداعي، لافتا إلى أن الرواية خرجت من ضيق الرؤية ومن دائرة السياسي للإنساني، وهناك الكثير من النصوص يمكن وضعها في مواجهة أي نص عالمي لأن تقنياتها المستعملة والقضايا المثارة لا تختلف عما هو موجود عبر العالم. .. ندوة عن تجربة واسيني الأعرج وإبراهيم نصر الله ومن جهته، نظم اتحاد الناشرين الأردنيين ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب الخامس عشر ندوة حول جوانب من التجربة الإبداعية للروائيين واسيني الأعرج وإبراهيم نصر الله. وبيّن الأعرج ملامح من سيرته الذاتية في الجزائر التي قادته إلى عالم الكتابة، حيث ينحدر من جيل غلب على ثقافته اللغة الفرنسية بحكم الاحتلال الفرنسي الطويل للجزائر. وأشار الأعرج في الندوة التي أدارتها الناقدة د.رزان إبراهيم إلى أنه عاش وسط أسرة كانت تهتم حفظا وقراءة بنماذج من أشهر علامات الموروث العربي القديم من نثر وقصائد مثلما كان هناك شغف أفراد الأسرة في تلاوة القرآن الكريم وتذوق معانيه وتوجههم في قراءة النصوص الدينية والفقهية، لافتا إلى أن هذا كله ساهم في تعلقه باللغة العربية والاقتراب من سحر الكلمة فيها. وقال الأعرج إن أدبيات أبو العلاء المعري الشعرية وأدب الرحلات السائد في التراث العربي وما احتضنته الأندلس من معارف عربية في التاريخ والعلوم والفلسفة والشعر والعلاقة مع الأخر شكل أيضا رديفا في إثراء تجربته الكتابية الروائية. بدوره تحدث الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله عن خوضه غمار تجربة جديدة في كتاباته من خلال رحلته الصعبة والممتعة إلى جبل كليمنجارو في تنزانيا بالقارة الإفريقية بصحبة فتيان وأطفال من فلسطين. وبيّن أنه احتار في وصف هذه التجربة؛ هل من خلال نص روائي أم في سردية عن الرحلة؟! حيث استقر على تقديمها في عمل روائي قرأ فصلا منه في الأمسية التي تابعها حضور كثيف من رواد المعرض الذين تحاوروا مع الكاتبين حول تجربتهما الإبداعية المميزة في خريطة الثقافة العربية.