ذكرت جماعة تراقب الحرب في سوريا، إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا في غارات جوية وقصف لمناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شرق حلب، الخميس، في اليوم الثالث من تجدد القصف، بينما حذر رئيس بلدية القطاع المحاصر في المدينة من نقص حاد في الوقود والغذاء مع اقتراب الشتاء. واستؤنف القصف على شرق حلب، يوم الثلاثاء، بعد توقف لأربعة أسابيع في إطار تصعيد عسكري أوسع ضد المسلحين من جانب الحكومة السورية وحلفائها ومن بينهم روسيا. وتمثل المعركة من أجل السيطرة على ثاني أكبر مدينة سورية مرحلة حاسمة في الحرب التي تمر بعامها السادس وقتل فيها مئات الآلاف من الأشخاص وستكون استعادتها انتصاراً كبيراً للرئيس بشار الأسد. وقالت حكومته، يوم الثلاثاء، إنها تضرب ما وصفتها "بمعاقل الإرهابيين" في حلب. وقال مسؤولون طبيون في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، إنهم سجلوا 45 حالة وفاة واستقبلوا 363 مصاباً نتيجة الغارات الجوية هذا الأسبوع حتى يوم الأربعاء. وتقول روسيا، إنها لا تقصف المدينة، لكنها تستخدم حاملة طائرات وصواريخ أطلقت من سفينة حربية أخرى وطائرات انطلقت من قواعد جوية في روسياوسوريا لضرب أهداف في أنحاء البلاد. وتسبب الحصار والقصف المكثف لشرق حلب في أزمة إنسانية شديدة زادت من حدتها الغارات الجوية الكثيرة على المستشفيات وتدمير وتلوث إمدادات المياه. وثمة نقص شديد في الأدوية والمواد الغذائية والوقود. وقال بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي للمناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب لوكالة رويترز للأنباء: "ما في (لا يوجد) إلا تشغيل الأفران وإعطاء الناس خبز بالحد الأدنى و15 في المائة من احتياج الناس". وتقول الأممالمتحدة، إن 250 ألف مدني لا يزالون في أحياء تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت حصار فعلي منذ قطع الجيش الذي يلقى دعماً من ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران وطائرات روسية مقاتلة آخر طريق إلى أحياء المعارضة في مطلع جويلية. وقالت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية، إنها نقلت مولداً كبيراً للكهرباء إلى محطة سليمان الحلبي للمياه التي تقع على خط المواجهة بين شرق وغرب حلب ولا تزال تخدم شطري المدينة بموجب اتفاق. وأضافت أن جميع أشكال المساعدة الأخرى للمنطقة المحاصرة مقطوعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويراقب الحرب، إن الطائرات الهليكوبتر والمقاتلة شنت غارات جوية على النصف الشرقي من المدينة مسببة خسائر فادحة. كما أصابت الغارات الجوية مناطق تسيطر عليها المعارضة غربي وجنوبي حلب. وقالت الأممالمتحدة، إن قصف قوات المعارضة لغرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة خلال هجوم مضاد فاشل شنته في وقت سابق هذا الشهر أودى بحياة عشرات الأشخاص. وأبلغ مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعماً للأسد رويترز الأسبوع الماضي، إن الخطة كانت استعادة المدينة قبل تولي رئيس أمريكي جديد السلطة في جانفي. وزاد الانتخاب المفاجئ لدونالد ترامب الأسبوع الماضي الآمال في دمشق وموسكو في أن الولاياتالمتحدة - التي تقدم الدعم للمعارضة - ربما تغير سياستها المتعلقة بسوريا. ونقلت وكالات أنباء روسية، يوم الخميس، عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله إن روسيا بدأت التحدث إلى فريق ترامب بشأن سوريا وتأمل أن تتبنى إدارته نهجاً جديداً تجاه الأزمة السورية.