قالت روسيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري بدأ الانسحاب من طريق الكاستيلو المؤدي إلى حلب يوم أمس الخميس وهو شرط أساسي لاستمرار جهود السلام الدولية في حين تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بانتهاك الهدنة. لكن جماعات المعارضة المتواجدة في حلب قالت إنها لم تر أي مؤشر على انسحاب الجيش وأكدت أنها لن تنسحب من مواقعها قرب الطريق حتى تسحب الحكومة قواتها.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه لا يمكن تأكيد تقارير أفادت بانسحاب قوات الحكومة لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر قال إن وقف إطلاق النار صامد على وجه العموم مضيفا أن واشنطن وموسكو تعتقدان أن الأمر يستحق الاستمرار.
وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بوقوع انتهاكات إذ قال مصدر عسكري سوري إن المعارضة مسؤولة عن العشرات من الانتهاكات منها إطلاق نيران مدافع رشاشة وصواريخ وقذائف مورتر في دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية. وقالت المعارضة إن طائرات الجيش السوري قصفت حماة وإدلب وإن الجيش استخدم المدفعية قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق وقوع هجمات من كلا الجانبين وعلى الرغم من أن الهدوء كان سائدا في معظم المناطق بين المعارضة والجيش فقد سقط أول قتلى مدنيين منذ الهدنة التي بدأت يوم الاثنين.
وأضاف المرصد أن المدنيين اللذين قتلا يوم الخميس كانا طفلين في منطقتين تسيطر عليهما الحكومة إحداهما في حلب والأخرى في جنوب غرب سوريا. وبالإضافة إلى ذلك أودت غارات جوية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الميادين قرب دير الزور بحياة ما لا يقل عن 23 مدنيا.
وتسيطر القوات الحكومية وقوات المعارضة على طريق الكاستيلو وأصبح جبهة رئيسية في الحرب المستعرة منذ خمسة أعوام.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا اللفتنانت جنرال فلاديمير سافتشينكو في تصريحات بثت على التلفزيون الرسمي "إن الجيش السوري ...بدأ السحب المرحلي للمركبات والأفراد من طريق الكاستيلو لضمان وصول المساعدات إلى شرق حلب دون عوائق".
وقال المرصد إن الجيش بدأ الانسحاب من مواقع على الطريق لكن الروس الذين ساعدوا دمشق بقوتهم الجوية في حصار حلب حلوا مكانهم.
وقال مسؤول في جماعة معارضة تتمركز في حلب اليوم الخميس إن الجيش لم ينسحب بعد. وقال زكريا ملاحفجي القيادي في تجمع (فاستقم) في حلب في تصريحات لرويترز إنه لم يشهد أي انسحاب "للنظام" من طريق الكاستيلو.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا إن من المتوقع أن تشرف الولاياتالمتحدةوروسيا على عملية إخلاء طريق الكاستيلو من القوات لكنه انتقد دمشق لعدم إصدارها التصاريح اللازمة لدخول المساعدات إلى مناطق أخرى.
وقال مستشار الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة يان إيجلاند إن القوات الحكومية وقوات المعارضة مسؤولة جميعها عن تأخير دخول المساعدات إلى حلب.
وقال إيجلاند لرويترز "سبب عدم وجودنا في شرق حلب هو النقاشات الصعبة والتفصيلية للغاية بشأن المراقبة الأمنية وعبور الحواجز التابعة لكل من المعارضة والحكومة".
وفي مناطق أخرى اتهم دي ميستورا الحكومة السورية بعدم تقديم التصاريح اللازمة لعبور قوافل المساعدات. وقالت الحكومة السورية إنه ينبغي التنسيق معها في تسليم كل المساعدات.
ويعتقد أن نحو 300 ألف شخص يعيشون في شرق حلب بينما يعيش أكثر من مليون في القطاع الغربي الخاضع للحكومة.
وتنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب.
وقال متحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه إذا حصلت على الضوء الأخضر فإن أول 20 شاحنة ستنتقل إلى حلب وإذا وصلت للمدينة بسلام فإن القافلة الثانية ستتحرك أيضا. وقال إن القافلتين تحملان أغذية تكفي 80 ألف شخص لمدة شهر.
وتدعم كل من الولاياتالمتحدةوروسيا أطرافا متعارضة في الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف وأجبرت 11 مليون شخص على النزوح من منازلهم وفجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وباتت حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب نقطة محورية في الصراع هذا العام. ونجحت القوات الحكومية بدعم مسلحين من إيران والعراق ولبنان في تحقيق هدفها الذي تسعى إليه منذ فترة طويلة بمحاصرة شرق حلب الخاضع للمعارضة.