استمرت الغارات الجوية المكثفة على مدينة حلب السورية والمناطق الريفية المحيطة، حيث "دعت القوات الحكومية المدنيين إلى الابتعاد عن تجمعات مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية في المدينة". وقصفت طائرات حربية بالبراميل المتفجرة، صباح الثلاثاء، مناطق في بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد، الذي يوجد مقره في بريطانيا، إن ثمة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ومسلحي المعارضة جنوب غرب حلب. ولم يتضح حتى الآن مدى الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المواجهات. وارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الجوية على أحياء حلب الشرقية، أمس (الاثنين)، إلى 26 شخصاً من بينهم ستة أطفال، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد في إحصائياته على مصادر ميدانية. وأشار المرصد إلى أن الحصيلة قد تتغير نظراً لوجود جرحى بحالات خطرة ومفقودين. وتمثل حلب جبهة مهمة في الحرب السورية، إذ تريد القوات الحكومية تحقيق ما قد ينظر إليه كأهم نصر لها خلال هذه الحرب من خلال استعادة مناطق سيطرة المعارضة. وتتقاسم القوات الحكومية والمعارضة السيطرة على المدينة، التي كانت مركزاً تجارياً مهماً، منذ عام 2012. وفي العام الماضي، تمكنت القوات الحكومية تدعمها غارات جوية روسية ومجموعات مسلحة إيرانية من تحقيق تقدم. كما استطاعوا مطلع الشهر الماضي إغلاق آخر ممر لمناطق سيطرة المعارضة شرقي المدينة، وهو ما جعل قرابة 250 ألف شخص تحت الحصار. وخلال الأسبوع الماضي انهارت هدنة توصلت إليها الولاياتالمتحدة وروسيا. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أمريكيين - لم تحدد أسماءهم - قولهم، إن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار يزيد من احتمال أن تقدم دول خليجية على تسليح مجموعات معارضة سورية بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعرب عن "قلقه العميق" إزاء الأوضاع السائدة في الأجزاء من مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.