دعت الباحثة عائشة بلجيلالي إلى منح الأهمية لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال إدماجها في مختلف الأنشطة الدراسية والمهنية وكذا الإبداعية، خاصة في ظل حيازة هذه الفئة، حسب قولها، مقومات النجاح وعوامل التميز والإبداع ومنح الإضافة. وأكدت الباحثة عائشة بلجيلالي ل "الشروق" أنها تشتغل مؤخرا على بحث حول فنيات تلقين المسرح لذوي الاحتياجات الخاصة، الصم والبكم أنموذجا، حيث تعتزم مناقشته في تخصص المسرح بجامعة مستغانم. وأشارت محدثتنا بالقول: "للأسف.. ليس لدينا دراية بفئة الصم البكم. وهو ما حال دون توظيف الجانب المسرحي والإبداعي في حياتهم"، مضيفة أن هذه الفكرة قابلة للتجسيد لو تتجند جميع الأطراف، في ظل قدرة فئة الصم والبكم على مشاهدة المسرحية ولو كانت إيمائية لا تفهمها، كما بمقدور الصم والبكم أن يمارسوا عملية التمثيل بلغة يدوية (لغة الإشارة)، ولغة الإيقاعات الجسمانية التي يتدرب عليها المسرحي العادي. وأوضحت الباحثة عائشة بلجيلالي، في سياق حديثها إلى "الشروق" أنها تشتغل منذ مدة على كيفية إدماج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحقل المسرحي والإبداعي بشكل عام، مضيفة أن مشروع هذه الفكرة نقلته إلى الأردن في وقت سابق، ونال استحسان الكثير، من ذلك وزير الثقافة الأردني، عادل الطوسي، الذي اقترح القيام بعمل تبادلي بين الجزائروالأردن في هذا الجانب. ودعت عائشة بلجيلالي إلى تأسيس معهد يقوم بتكوين أساتذة من الصم والبكم متخصصين في المسرح والإخراج والسينوغرافيا والديكور والأزياء وغيرها، معتبرة أن وجود شخص في كتابة النصوص المسرحية يسهل المهمة، خصوصا أن ذلك يوفر أرضية يعبّدها المسرح لهذه الفئة، ويمكن للأصم حينها أن يكون ممثلا ومتفرجا، كما يمكنه أن يقوم بمهمة المخرج السينوغرافي في خشبة تساعد على بدء وإنهاء المسرحية. أما الفرقة التقنية، فتكون، حسب محدثتنا، من أشخاص عاديين يتحكمون في تقنيات تسيير المسرحية. وأكدت أن الطفل الأصم يتابع دراسته ولا يتوقف في سن التاسعة، لأنه يضر بهذه الفئة، متسائلة بالقول: لم لا يصل إلى الجامعة ويقوم بعملية الإشارة للأستاذ العادي وللطلبة؟ ولم تخف عائشة بلجيلالي تفاؤلها بإمكانية ترقية التدريس والإبداع وسط فئة المعاقين، إذا وفرت وزارتا الثقافة والتضامن وكذا وزارة التربية مرافق وإمكانات تسمح ببلورة مختلف الأنشطة المدرسية والإبداعية بأكثر فعالية.