أعمدة "البايلك" والعدادات المزيفة تنهك الجزائريين وسونلغاز تتفرج في الوقت الذي كشفت مصادر من الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز "سونلغاز" أن خسائر الشركة الناجمة عن قرصنة التيار الكهربائي تقدر بألف مليار سنتيم سنويا، فإن تقارير جهات مختصة تؤكد أن الرقم لا يعكس حقيقة ما هو موجود في الميدان، إذ تعادل الطاقة الكهربائية الضائعة نسبة 17 بالمائة مما يقارب 7 بالمائة منها ترجع إلى المشاكل والأخطاء التقنية، بينما تمثل النسبة المتبقية كمية الكهرباء المستغلة بطرق غير قانونية بالأخص في المناطق النائية عبر كامل التراب الوطني. * وفي هذا السياق تمكنت مصالح الدرك الوطني في العديد من المرات من تفكيك شبكات مختصة في سرقة الطاقة الكهربائية تتخذ من المناطق النائية والبلديات المعزولة أوكارا لممارسة جريمة اغتصاب الطاقة الكهربائية لتكبد الشركة الأم خسائر تقدر بالملايير من الدينارات، حيث كشف لنا المقدم "رملي عبد الكريم" قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني ببسكرة أن ظاهرة سرقة الطاقة الكهربائية من طرف عصابات تحتال على المواطنين أخذت أبعادا خطيرة خاصة في المناطق النائية مثل أورلال، راس الميعاد التي تبعد عن الولاية ب200 كلم وكذا البساس "180كلم" وغيرها من المناطق الأخرى التي عرفت فيها الشركة الوطنية للكهرباء استنزافا خطيرا لطاقتها. * * احتيال "مقنن" باسم شركة سونلغاز * هي ظاهرة وقفنا عليها أثناء تواجدنا في عاصمة "عروس الزيبان" بسكرة حيث تمكنت مصالح الدرك الوطني بتاريخ 8 مارس الفارط بناء على معلومات واردة إلى وحدات المجموعة حول تورط أحد الأشخاص الذي ينتمي إلى عصابة مختصة في سرقة الطاقة الكهربائية والنصب والاحتيال على المواطنين بمنطقة "أورلال"، من خلال تركيبه لهم عدادات كهربائية غير مسجلة لدى مصالح سونلغاز مقابل استخلاصه علاوات استهلاك الكهرباء بفواتير تسديد مزورة منتحلا صفة أحد أعوان مصالح سونلغاز. * من خلال التحريات والاستغلال للمعلومة من طرف المحققين، تم توقيف المشتبه فيه، حيث ضبط بحوزته (57) عدادا كهربائيا منها (26) عدادا رقميا و(31) ميكانيكيا، كوابل كهربائية نحاسية ذات أربع نواقل، لوحة تحكم وتجهيزات مختلفة، حيث تم تقديمه للعدالة بتهمة التزوير في المحررات العمومية (فواتير التسديد)، سرقة الطاقة الكهربائية، النصب والاحتيال وانتحال صفة، حيث أودع الحبس في انتظار ما سيكشف عنه التحقيق حول العصابة التي تنشط في تلك المنطقة. * * العائدات توجه للجماعات الإرهابية * إلى جانب سرقة الطاقة الكهربائية فإن ولاية بسكرة والولايات الأخرى المحاذية لها عرفت ظاهرة انتشار سرقة صفائح الطاقة الشمسية والتي كانت موجهة للبدو الرحل والآبار وإنارة الطرق خاصة في المناطق النائية، ولهذا فإن مصالح الدرك الوطني بعاصمة الواحات شددت قبضتها على العصابات المتخصصة في هذا المجال والتي كلفت ميزانية الدولة الملايير من الدينارات في السنوات السابقة، حيث ظلت طيلة الأعوام الأخيرة محل أطماع قطاع الطرق والجماعات المسلحة في مناطق صحراوية ذات مسالك وعرة عقب استفادة بعض المناطق الريفية وتلك الواقعة في الحدود من برامج التزود بالطاقة، غير أنها ظلت عرضة للسرقة بحكم تنصيبها في أماكن بعيدة عن أعين الأمن، ولم تستبعد بعض المصادر التي كشفت لنا عن وجود علاقة بين عصابات سرقة صفائح والجماعات الإرهابية قصد تمويلها بالمال، مشيرا أن عدة قضايا سجلت في هذا المجال على مستوى الأقطاب الجزائية المتخصصة بتمويل الإرهاب وتبييض الأموال، حيث تعكف جماعات منظمة منها مافيا النحاس على تأمين الطريق للصوص سبق لهم العمل في شركات خاصة ويتمتعون بخبرات قطع الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي وتحويلها إلى الحدود بنية تهريبها، وفي هذا المجال تمكنت مصالح الدرك الوطني لولاية بسكرة مؤخرا من تفكيك شبكة لسرقة معدن النحاس حجزت من خلالها 75 مترا كابل نحاس.