كشف مصدر مسؤول بالمديرية الجهوية لمؤسسة سونلغاز عن شروع المؤسسة في حملات واسعة لمكافحة عمليات القرصنة والسطو على الأعمدة الكهربائية العمومية التي انتشرت بشكل خطير في العديد من المناطق والأحياء بالبلديات النائية، بعدما أصبح سكانها يستهلكون الكهرباء بدون عداد أو تسديد فواتير، رغم ربط المنازل بشبكة التيار الكهربائي• وأفاد المتحدث أن العائلات قامت بتوقيف العدادات وفضلت الاعتماد على عمليات القرصنة، التي دفعت مؤسسة سونلغاز إلى تقديم أزيد من 30 شكوى أمام الجهات الأمنية، بعدما تكبدت خسائر مادية قدرت بأكثر من 82 مليار سنتيم، إلى جانب إتلاف العديد من محطات المحولات الكهربائية، ما جعل ناقوس الخطر يدق من أجل حماية الممتلكات والمنشآت القاعدية للشركة، والتي أصبحت مهددة بمخاطر عديدة• للإشارة، فإن عمليات القرصنة لم تعد تقتصر على المنازل فقط، وإنما شملت أيضا ورشات ومحلات ومؤسسات تنشط في الخفاء، وتستمد التيار الكهربائي من الأعمدة اعتمادا على بعض الأشخاص العاملين في القطاع أو من ذوي الخبرة مقابل مبالغ مالية رمزية• من جهة أخرى، رفض العديد من زبائن الشركة على مستوى 17 ولاية تشرف عليها سونلغاز بالجهة الغربية، تسديد مستحقات استهلاك الكهرباء والغاز، والتي وصلت إلى 11 مليار دينار، منها 2 مليار و300 مليون دينار لولاية وهران، ومليار و200 مليار دينار بالنسبة الشلف، حيث أن نسبة 50 % من مداخيل الشركة لازالت عالقة كديون لم تدفع بعد إلى خزينتها، الأمر الذي أعاق الكثير من المشاريع، خاصة فيما يتعلق بتفعيل برنامج الهضاب العليا والبرامج الموجهة لولايات الجنوب• مقابل هذا، تؤكد العديد من التجمعات السكانية المحرومة من عملية الربط بالشبكة، خاصة بالمناطق الريفية ومنها مزارع بلدية الكرمة وحاسي بن عقبة وقرية كرشتل الساحلية، والعديد من مواقع بلدية العنصر وغيرها• وتبقى أحياء بن كوكا والحاسي والنجمة والكثير من البنايات القصديرية التي يفوق عددها اليوم بالولاية أزيد من 11 ألف بناية فوضوية تستمد التيار الكهربائي من الأعمدة العمومية بالاعتماد على السطو لربط سكناتهم بالكهرباء• وقد خلفت هذه العمليات غير الشرعية الكثير من الحوادث الخطيرة الناجمة عن شرارات كهربائية، والتي تسببت في إصابات بحروق بليغة، لكن رغم ذلك فإن عمليات نهب الكهرباء مازالت متواصلة بسبب ارتفاع تكاليفها، حيث صرح أحد القاطنين بمنطقة الحاسي أن فواتير الكهرباء اليوم أصبحت باهظة، تتعدى أحيانا 8 آلاف دينار، تنهك المواطنين مقابل الأجور المتدنية والبطالة وتدني مستوى المعيشة، ما جعل معظم السكان بالحي يلجؤون إلى القرصنة• وبالرغم من تنصيب خلايا مكافحة ظاهرة القرصنة، إلا أنها تبقى قليلة مقارنة بعدد التجمعات السكانية التي تقوم بالسطو على الكهرباء والتي جعلت الأعمدة العمومية تتحمل أكثر من حجمها وطاقتها من الخيوط المتشابكة• وفي ذات السياق، أوضح المدير الجهوي للمؤسسة أن هناك سلسلة من المشاريع المبرمجة في إطار الاستثمار هي حاليا قيد الإنجاز بعد تحفيزها، خاصة وأن البنوك ستقوم بتدعيم هذه البرامج الخاصة بولايات الجنوب، مثل تندوف، التي سيتم تزويدها بمحطة لغاز البروبان وولايتي بشار وأدرار ببرامج أخرى وخاصة بمدن بني ونيف والعبادلة لتدعيمها بالغاز الطبيعي بعدما رصد للعملية هذه السنة ما يقارب 13 مليارا كحجم استثمار فيما بلغ رقم أعمال مداخيل الشركة 30 مليار سنتيم سنويا•