أعادت جريمة قتل التلميذ رشيد العيفة أمام المؤسسة التربوية التي يدرس بها إلى الأذهان مجموعة من الجرائم وحوادث العنف التي كان الوسط المدرسي مسرحا لها، حيث عاشت العديد من المدارس حوادث مماثلة كان أبطالها تلاميذ وأساتذة ومشرفون تربويون، وهو ما يستدعي دراسة معمقة للأسباب والبحث الجدي عن الحلول لإنقاذ المنظومة التربوية من الانحلال الذي تغرق فيه بسبب انتشار مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري. اهتزت ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم بدار البيضاء في العاصمة أمس الأول على وقع جريمة نكراء، راح ضحيتها تلميذ خرج لتوه من امتحانات الفصل الأول ليلقى حتفه على يد زميل له في نفس القسم حسب شهود عيان، هذا الأخير توعده بالقتل لأنه لم يساعده في حل الامتحان إذ وجه له ضربات قاتلة عند باب المؤسسة الخارجي ليرديه قتيلا. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في الوسط المدرسي، حيث شهدت متوسطة شعيب عبد القادر بوهران في مارس الفارط جريمة قتل تسبب فيها قاصر يدرس بالسنة الرابعة متوسط وراح ضحيتها تلميذ يدرس بالسنة الأولى متوسط، وكان سبب الخلاف فتاة تدرس بنفس المؤسسة وبعد جدال بينهما وجه له القاتل طعنات بخنجر في أماكن متفرقة من الجسم. وشهدت نفس الولاية جريمة أخرى بمدينة بوسفر، والتي حدثت وقائعها أمام ثانوية بن عمر محمد راح ضحيتها تلميذ في سن 17 إثر تلقيه طعنة خنجر من طرف تلميذ آخر يدرس معه بنفس القسم، حيث حدث بينهما شجار خارج المؤسسة تطور بعد ذلك ليقوم الجاني بتوجيه طعنة قاتلة للضحية لأسباب بقيت مجهولة. وقبل عامين أثارت حادثة مقتل تلميذ داخل ابتدائية خليفي بوعلام ببلدية الكاليتوس في العاصمة حالة ذعر وسط التلاميذ، حيث أقدم تلميذ يبلغ من العمر 13 سنة بالاعتداء على تلميذ آخر لم يتجاوز عشر سنوات بضربات على مستوى الرأس أردته قتيلا وسط ذهول التلاميذ الذين كانوا متجمعين في الساحة في فترة الاستراحة. بن زينة : علينا أن ندرس نفسية تلاميذنا جيدا وحسب علي بن زينة فإن انتشار هذه الظواهر يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة من طرف وزارة التربية، التي يجب على القائمين عليها توفير جميع الإمكانيات لمحاربة هذه الظواهر وان تقوم بدراسة جدية لها لوقف هذه الآفات التي تنخر المنظومة التربوية، حيث قال "نحن لا نحتاج أن نعلم أبناءنا المسرح بل في حاجة لتلقين الأساتذة والتلاميذ على حد سواء كيفية التصدي لمثل هذه الظواهر". "علينا أن ندرس نفسية التلاميذ جيدا وذكر بدراسة قامت بها إحدى الأستاذات إذ دعت التلاميذ لرسم أساتذتهم وعائلتهم لتقوم إحدى التلميذات برسمهم في حبل المشنقة، قائلا أن نفسية التلاميذ تحتاج التكفل الجدي بها بتوفير مختصين نفسيين". المختص النفساني محمد حامق: المراهق قادر على ارتكاب جريمة في أي وقت من جهته قال المختص النفساني محمد حامق أن المراهق قادر على ارتكاب جريمة في أي وقت، إذا لم تكن الظروف المحيطة به ملائمة لسنه، حيث تسمى الفترة بسن العاصفة في حياة الفرد، ويبحث فيها الطفل أو المراهق على إثبات ذاته واستعراض عضلاته لذا يتميز بالعناد ومواجهة الآخرين، مؤكدا أن الخلفيات والمعطيات وراء حدوث جريمة قتل وسط المراهقين لا يمكن أن يعرفها سوى المختص النفساني الذي يتابع الحالة النفسية للجاني. مسعود بودينة: مدارسنا انهارت أمام كثرت الآفات الاجتماعية . أكد مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى نقابة الكنابست في تصريح ل"الشروق" أن ظواهر العنف هي ظواهر "مجتمعية" أصبحت المدرسة خادمة لها والمدرسة الجزائرية لم تستطيع مواجهة الآفات الاجتماعية لأن المراجع الأساسية منعدمة في المدرسة، وأضاف "علينا إعادة الاعتبار للأستاذ والمدرسة وهيبة وحرمة المؤسسة وبعد ذلك ايجاد الحلول لمثل هذه الظواهر". متسائلا عن البرتوكول واتفاق حماية المؤسسات التربوية التي أقرته الوزارة مضيفا "البرتوكول لا نعرف محتواه وأين هو البرتوكول ..