اهتز قطاع التربية بولاية وهران، زوال أمس، على وقع جريمة قتل بشعة ارتكبها تلميذ في السنة أولى ثانوي بثانوية بن عمر سعيد ببوسفر في حق زميله من نفس القسم، بعدما وجه له طعنة على مستوى القلب ولاذ بالفرار، قبل أن يلقى عليه القبض في أحد السكنات المهجورة. حسب مصادر “الخبر”، فإن شجارا نشب بين التلميذين المنحدرين من بلدية العنصر، واللذين يدرسان بثانوية بوسفر داخل القسم، بسبب بذلة رياضية، وعند خروجهما من الثانوية عند منتصف النهار قام أحدهما، في 16 سنة من العمر، وهو ابن رئيس بلدية العنصر للعهدة السابقة، بتوجيه طعنة بسكين لزميله المدعو حمادي سهيل 17 سنة، أردته قتيلا. وبعدها لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة تاركا صديقه، الذي لم يكن يفارقه غارقا في دمه. وفتحت مصالح الدرك الوطني التي دخلت في حالة استنفار قصوى، تحقيقا حول حيثيات الجريمة، حيث جندت فرقتين من دركيي بوسفر والعنصر من أجل البحث عن الفاعل، الذي تم توقيفه بعد أقل من 3 ساعات، حيث كان مختبئا داخل أحد السكنات المهجورة ببلدية العنصر. وتدخل هذه الجريمة ضمن سلسلة الجرائم التي شهدها قطاع التربية خلال السنوات الأخيرة، آخرها تلك التي راح ضحيتها قبل أشهر قليلة تلميذ بثانوية أسامة وقبله تلميذ بمتوسطة في حي اللوز في ولاية وهران، فضلا عن الاعتداءات بالأسلحة البيضاء التي تعرض لها الكثيرون أمام مؤسساتهم. 40 ألف حالة عنف مدرسي خلال العام المنصرم وقد دقت وزارة التربية الوطنية ناقوس الخطر من خلال كشفها عن أرقام رهيبة حول ارتفاع حالة العنف بالمؤسسات التربوية، إذ أحصت مصالح التربية خلال العام الماضي نحو 40 ألف حالة عنف عبر مختلف مدارس الوطن، خلال العام المنصرم، بحسب ما أكده أمس المفتش العام بوزارة التربية الوطنية، مجاجي مسقم، عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة. يأتي خروج وزارة التربية الوطنية عن صمتها إثر الأحداث المأساوية التي عرفها عدد من المؤسسات التربوية عبر الوطن، باستهداف التلاميذ لمؤسساتهم حيث أقدم عدد منهم على حرق مدارسهم بواسطة الألعاب النارية، كما حدث بكل من حسين داي وبراقي والبليدة. في ذات السياق، كشف المفتش العام لوزارة التربية الوطنية عن تسجيل مصالح الوزارة نحو 40 ألف حالة عنف عام 2014، منها ستة آلاف حالة عنف واعتداء ضد الأساتذة و4 آلاف طالت التلاميذ، كما أحصت الوزارة نحو 129 حالة استهلاك للكحول عبر مختلف المؤسسات التربوية. ودعا مفتش عام وزارة التربية جميع الفاعلين الاجتماعيين للمساهمة للحد من تنامي ظاهرة العنف في المدارس، عن طريق تشجيع النشاطات الثقافية وفتح حوار مع التلاميذ وكذا إعطاء دور كبير للأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين من أجل دراسة الأوضاع، والعمل على إيجاد حلول لمشاكل التلاميذ الذين يمر أغلبهم بمرحلة مراهقة صعبة.