أرشيف تمكنت مصلحة الشرطة القضائية للأمن الحضري الأول بتلمسان نهاية الأسبوع الماضي من تفكيك شبكة دولية مختصة في تزوير النقود بالعملة الصعبة من أجل النصب والاحتيال على المواطنين، متكونة من 3 أشخاص ينحدرون من دول إفريقية وتقودهم فتاة من جنسية مالية، كانوا يتخذون من فندق "الرئيس" بوهران مكانا لنشاطهم الإجرامي. * تفاصيل هذه القضية التي تكشف عن أساليب جديدة اتخذها أفارقة محتالون، بينت التحقيقات الأولية بشأنها أنها جدّ خطيرة لم يسبق وأن اعتمدتها شبكات التزوير من قبل، بعد ما أصبحت مختلف إعلانات المواطنين الإشهارية المنشورة في الجرائد مصدرا للإيقاع بالضحايا قصد النصب عليهم، وهو ما توصلت إليه التحريات الأمنية، بعد إبلاغ أحد المواطنين من تلمسان عن وجود شبكة منظمة تريد استدراجه من أجل أخذ مبالغ مالية، بعد ما انتابته شكوك أثناء المفاوضات التي كان يجريها قصد بيع منزله الذي سبق وأن نشر إعلانا بخصوصه في إحدى الجرائد الوطنية، حيث دخل في اتصالات هاتفية دولية مع امرأة مقيمة ببريطانيا كشفت له عن رغبتها في شراء منزله بتلمسان، وأنها سترسل إليه إبنها "يوسف" من اجل استكمال إجراءات البيع، وهو ما حدث فعلا، حيث اتصل به المدعو "يوسف" الذي التقى به وحدد موعدا بوهران بحكم أن الأموال التي سترسلها والدته سيتم استخراجها من القنصلية البريطانية، ليعاود الاتصال به مرة ثانية ويطلب منه مبلغا من المال بحجة أن استخراج الأموال من القنصلية يتطلب دفع مبلغ مالي مسبقا، وما كان على ضحية سوى إرساله عند أحد أصدقائه بوهران من أجل أخذ المبلغ بعدما اتفقا أن يعطيه نصفه، ليلتقيا مرة أخرى بوهران، حيث منحه نصف المبلغ المتبقي والمقدر ب7 ملايين سنتيم، قبل أن يتفطن إلى وقوعه في مصيدة المدعو يوسف، غير أن الضحية حاول إبعاد الشكوك حوله قصد مسايرة ذات المتهم، ليتصل مباشرة بعد ذلك بمصالح الأمن بتلمسان ويخبرها بوقائع الحادثة، وعلى ضوء المعلومات المتوفرة، وضعت مصالح الشرطة خطة أمنية مع توسيع عملية البحث بإذن من وكيل الجمهورية بوهران، ليتم الإيقاع بالرأس المدبر وشريكته، ويتعلق الأمر بكل من "أوصمان" رعية مالية مسبوق قضائيا في قضايا تتعلق بالهجرة السرية والنصب والاحتيال والتزوير، أما شريكته فتدعى "صفية تو" من نفس الجنسية. * كما تمكنت ذات اجهزة الأمن من حجز حقيبة تحتوي على 18 حزمة من قصاصات ورقية سوداء اللون، ومحلول بنفسجي يستعمل في عملية تقليد الأوراق، حيث كان من المنتظر أن تتم عملية تقليد أموال بالعملة الصعبة من فئة 500 أورو، بالاعتماد على قصاصات ورقية مطلية بطلاء أسود خاص بالأحذية ومادة "الطالك" على أن يتم وضع ورقة مالية من أورو فوق القصاصة الورقية ومسحها كلية بمحلول بنفسجي اللون -يوجد بمخبر الشرطة العلمية لتحديد طبيعته-. هذا وقد وضع المتهمون رهن الحبس الاحتياطي بتهمة النصب والاحتيال وتقليد أوراق نقدية بالعملة الصعبة. * وفي السياق ذاته، تمكنت مصالح الأمن الحضري الثالث من القبض على رعية مالية بمحطة القطار أثناء مباشرته لعملية تزوير أوراق نقدية بعد ما اتفق مع أحد المواطنين الذي قدم له ولرفيقه قليلا من الأكل بعد ما قصداه، يدعيان أنهما يعانيان من الجوع والعطش، ليجد نفسه بعد هذا العمل الخيري ضحية عناصر شبكة مختصة في تزوير الأوراق النقدية حينما أعلموه بأنهما يستطيعان تقليد أوراق مالية من صنف 1000 دج، ذات الموطن أبلغ مصالح الأمن التي بدورها قامت بوضع خطة محكمة من خلال انتشار عناصر الشرطة بالمكان الذي تم تحديده مسبقا، ليتم القبض على المتهم متلبسا، فيما لاذ العنصر الثاني بالفرار.