استحداث فرق خاصة لمطاردة سرّاق السيارات تمكنت فرقة البحث والتحرّي التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر أول أمس من تفكيك، شبكة دولية مختصة في سرقة وتهريب السيارات الفخمة من نوع "مرسيدس" و"بي أم دوبل يو" وكذا السيارات الصينية بتزوير ملفاتها القاعدية. العملية تمت من خلال استغلال معلومات وردت إلى مصالح الأمن لمدة تفوق ثلاثة أشهر على مستوى العاصمة، ليتم اكتشاف نشاطات هذه الشبكة المتكونة من 10عناصر تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة ينحدرون من مختلف الولاياتالشرقية للبلاد خاصة الطارف، عنابة، سطيف وتبسة، حيث تم استرجاع 14 سيارة منها 6 من نوع شوفرولي، كما تم حجز آلات نسخ متطورة ووثائق إدارية لسيارات وآلات وأختام مزورة وعدد من الأقراص المضغوطة بها نسخ من البطاقات الرمادية واستمارات إدارية . وبينت التحريات أن الشبكة تعمل "باحترافية عالية في عالم الإجرام" باستعمال عدة هويّات مستعارة يتزعمها المسمى "م.مراد"، والحامل لهوية مزيفة ومبحوث عليه منذ عدة سنوات من طرف المصالح الأمنية لتورطه في قضايا أخرى. وكشف التحقيق أن للشبكة علاقة وطيدة مع شبكات إجرامية أخرى داخل الوطن وخارجه، مختصة في سرقة السيارات الفخمة والتي تدخلها إلى الجزائر أو تخرجها منها عبر الحدود الشرقيةوالغربية والجنوب الغربي، كما بين التحقيق أن الشبكة تقوم بشراء السيارات المسروقة داخل الوطن بنسبة 60 فس المئة و40 في المائة من السيارات المسروقة العابرة للحدود الوطنية من الدول المجاورة وأوروبا . وتم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت بعد أن وجه لهم تهمة تكوين جماعة أشرار، التهريب الدولي للمركبات، التزوير واستعمال المزور في الوثائق الإدارية والنصب والاحتيال . استحداث 4 فرق مختصة في مكافحة سرقة السيارات وفي نفس السياق كشف رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر العميد الأول للشرطة، بوعلام بلعسل، أن ظاهرة سرقة السيارات عرفت في الأشهر الأخيرة منحنى خطيرا جدا، وأصبحت وسيلة للربح السريع، مضيفا أن المجرمين يستعملون وسائل متعددة فاقت في بعض الأحيان التكنولوجيا المتطورة، حيث تبين من خلال التحقيق مع الموقوفين أن المجرمين يستهدفون خاصة السيارات الصينية مثل "أتوس" حيث يقومون في المرحلة الأولى بسرقة غطاء خزان الوقود ليلا ثم يباشرون في تقليد المفاتيح الذي يشغل المحركات وبعدها يقومون بإتلاف شريحة إلكترونية توجد في الذاكرة المركزية للسيارة، وهي التي تسمح بقراءة المفتاح الأصلي مع شفرة جهاز تشغيل المحرك . ويضيف المتحدث أنه عندما ينجح السارق الذي يتقاضى مبلغ 10 بالمائة في كثير من الأحيان من قيمة المركبة المسروقة، يقوم بتقديمها للبارون المكلف ببيع السيارات المسروقة والذي يكون قد ربط اتصال بشركائه من أجل بيع المركبة أو مقايضتها بأخرى محل طلب في منطقة أخرى، بعد أن يقوم بتزوير وثائقها ورقمها التسلسلي أو هيكلها بتواطؤ مع عدة أشخاص منهم تقنيون في الإعلام الآلي، طلاؤون وميكانيكيون إلى جانب عمال مصالح صيانة المركبات التابعة للشركات المعروفة . ويضيف العميد الأول للشرطة، بوعلام بلعسل، أن العمل الميداني للفرق المتخصصة في البحث والتحري المستمر والمباشر عن مختلف القضايا الخاصة بسرقة السيارات ساعدت على إثراء الأرشيف بالمعطيات الواقعية الميدانية التي ستثري بنك المعلومات للشرطة. ولمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت هاجسا كبيرا للمواطنين يضيف محدثنا قامت المديرية العامة للأمن الوطني باستحداث 4 فرق مختصة في مكافحة سرقة السيارات تم توزيعها على مستوى المقاطعة الشرقية، الغربية، الوسطى وفرقة البحث والتحري التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر .