يعاني قاطنو قرية أيت لعزيز الكائنة باقليم بلدية خراطة بولاية بجاية من مشاكل عويصة حوّلت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، بسبب غياب أدنى مظاهر التنمية دون أن تتمكن السلطات المعنية من تحسين أوضاعهم التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، حيث أن العائلات القاطنة بهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة أبدت امتعاضها جراء اهتراء شبكة الطرقات، غياب الغاز والماء، إلى جانب غياب قنوات الصرف الصحي وانعدام النقل المدرسي. يشتكي قاطنو قرية آيت لعزيز التي تبعد عن مقر بلدية خراطة بنحو 5 كلم من اهتراء الطرقات المؤدية إليها، حيث أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم الشديدين من هذا الوضع المأساوي الذي يتخبطون فيه، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق قريتهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطرقات التي تعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات، ما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار، أما خلال فصل الصيف فيصبح الغبار المادة الأساسية التي ترافق السكان في كل تنقلاتهم وفي كل زاوية من بيوتهم، هذه المسالك التي لم تشهد أي عملية تزفيت حسب السكان وجعلت القرية في عزلة تامة عن القرى المجاورة لها، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بها، فرغم الشكاوى العديدة لإعادة تهيئتها-يقول السكان- إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا وبقيت أوضاع القاطنين قائمة مع تدهور شبكة الطرقات، آملين أن تبرمج السلطات مشروعا لصيانتها . وقد واصل السكان سرد معاناتهم مع مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب شبكة الغاز الطبيعي، حيث أعرب القاطنون عن استيائهم الشديد بسبب انعدام هذه الطاقة الحيوية الضرورية في الحياة، مبدين استغرابهم من إقصاء السلطات لمشروع ربطهم بهذه الشبكة، بالمقابل استفادت قرى مجاورة لهم من المشروع، مع الإشارة إلى أن القناة الناقلة للغاز وصلت إلى مشارف القرية وتوقفت، حيث أكد القاطنون أن معاناتهم فاقت قدرتهم اليومية، خاصة خلال فصل الشتاء مع اشتداد البرودة، حيث يضطر هؤلاء إلى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان بتنقلهم حتى إلى البلديات المجاورة من أجل جلبها، كما أن أسعارها، يضيف هؤلاء، تخضع للمضاربة خلال الشتاء الأمر الذي أثقل كاهل العائلات خاصة من ذوي الدخل المتوسط والضعيف الذين يدفعون فاتورة غالية باعتبار أن سعرها لا يتناسب مع القدرة الشرائية.
كما يناشد سكان القرية السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، في ظل معاناتهم المتواصلة مع مشكلة نقص التزوّد بالماء الشروب، وذلك بعد تجديد شبكتهم منذ سنتين، إذ أكد السكان أن الماء يغيب أكثر مما يحضر في هذه القرية وذلك طوال الفصول الأربعة، حيث تشهد القرية نقصا فادحا في التزود بالماء الشروب خاصة في فصل الحر، إذ يكثر استعمال هذه المادة الحيوية، الأمر الذي خلف استياء كبيرا لدى سكانها، كما أشار محدثونا الى جملة من المشاكل الأخرى على غرار غياب قنوات الصرف الصحي والمرافق الرياضية أضف إلى ذلك مشكل الإنارة العمومية وغياب النقل المدرسي.