ألان ميشال كشف المدرب السابق لمولودية الجزائر ألان ميشال للشروق بأنه عرض نزاعه مع إدارة العميد على لجنة فض النزاعات التابعة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث يأمل في أن تنصفه هذه الأخيرة وتجبر العاصميين على تسوية مستحقاته العالقة منذ رحيله من العارضة الفنية لأصحاب الزي الأخضر والأحمر. * وأكد التقني الفرنسي في اتصال هاتفي معنا: "خلال زيارتي الأخيرة إلى الجزائر منذ بضعة أسابيع، حاولت أن أتوصل إلى حل ودي لمشكلتي مع إدارة العميد، لكن يبدو بأن هذه الأخيرة غير مستعدة لذلك، ما جعلني أقترب من اللجنة المعنية بالنزاعات لدى الإتحادية الجزائرية لعرض قضيتي عليها، أتمنى أن تسوى مشكلتي في أقرب الآجال، لأنني لا أريد أن ألجأ إلى العدالة على الرغم من أنني متيقن بأن القضاء سيفصل لصالحي، سيما وأنه بحوزتي صكين بنكيين لم أتمكن من صرفهما بسبب شغور الرصيد المالي للمولودية. أكن احتراما وحبا كبيرين للعميد وهو السبب الذي يدفعني لأتجنب طرح قضيتي على العدالة، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على سمعة الفريق". * * أتمنى أن لا أجبر على مقاضاة المولودية.. ولن ألجأ إلى الفيفا احتراما للجزائر * وفي السياق ذاته، نفى ميشال بأن يكون قد فكر في اللجوء إلى الاتحادية الدولية لكرة القدم في حالة إصرار إدارة العميد على عدم تسوية وضعيته المالية: "لا أفكر إطلاقا في اللجوء إلى "الفيفا" لسبب بسيط وهو أنه ليس لدي أي إشكال مع الاتحاد الجزائري حتى أخلق له متاعب مهما كانت طبيعتها مع الهيئة الدولية". * ومعلوم أن الزيارة الأخيرة لذات المتحدث إلى العاصمة صاحبتها عدة تأويلات، بل أن بعض الأخبار ذهبت إلى حد التأكيد بأن التقني الفرنسي تلقى عروضا من عدد من الأندية الجزائرية، على غرار وفاق سطيف، اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، وهو ما تعرضنا إليه مع المعني فأجاب: "لا أريد الحديث في هذا الموضوع حتى لا أجرح مشاعر مدربي الأندية المعنية سيما وأنه تربطني بهم علاقة جيدة. أفضل انتظار نهاية الموسم للفصل في العروض التي وصلتني من الجزائر، حيث أؤكد فعلا بأن اتصالات كانت لي مع بعض مسؤولي الأندية، وتأكدوا بأنني لا أعارض العودة للعمل في الجزائر ولكن بشرط أن يكون الفريق الذي أدربه طموحا جدا، مثلا أن يلعب الأدوار الأولى في البطولة المحلية وينافس على كأس إفريقية، مثل هذه المغامرة تستهويني كثيرا". * وحسب محدثنا دائما، فإن العروض التي وصلته لحد الآن لا تقتصر على الأندية الجزائرية فقط، لأن لديه اتصالات أخرى مع منتخبات إفريقية تريد الظفر بخدماته، وإن لم يرد ميشال الكشف عن هويتها، إلا أنه تفضل بالتأكيد على أن الأمر يتعلق بفرق لا تملك مدربين حاليا. * * "لدى عروض من أندية جزائرية ومنتخبات إفريقية" * وماذا عن احتمال عودته إلى المولودية؟ "مثلما ذكرته منذ قليل -يجيب ميشال- أكن احتراما كبيرا للمولودية، خاصة وأنني قمت بعمل جيد مع هذا الفريق يسمح له اليوم بضمان مرتبة مؤهلة إلى رابطة الأبطال الإفريقية، على الرغم من أن إمكاناته محدودة جدا.. أظن أن العودة إليه غير مستبعدة ولكن بشرط أن يكون هناك مشروع رياضي واقتصادي يعفي الفريق من المشاكل الكبيرة التي لايزال يتخبط فيها". * * "لا بد على الأندية الجزائرية أن تدخل عالم الاحتراف بسرعة" * وعلى ذكر المشروع الذي يأمل ميشال في أن تنتهجه المولودية، يرى الرجل بأنه لم يعد من مفر أمام الأندية الجزائرية عموما إلا دخول عالم الاحتراف. "إنها حتمية لا بد منها إذا ما أرادت الكرة الجزائرية مواكبة التطورات التي تحدث على الصعيد العالمي.. بحكم التجربة التي كانت لي مع العميد، أدرك تمام الإدراك بأن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل غياب الشروط الموضوعية لذلك، ولكن لا مفر من تنظيم جديد للأندية الجزائرية وهي المهمة التي لا بد أن تشارك فيها السلطات العمومية". * ولم نفوت الفرصة لنسأل ميشال عن تكهنه بخصوص الصراع القائم بين المولودية والوفاق حول لقب البطولة. "رغم ابتعادي عن الجزائر، إلا أنني أتابع عن قرب ما يجري في الكرة الجزائرية، خاصة التنافس القوي بين المولودية والوفاق، وفي ذلك شرف كبير للعميد الذي كان بعيدا عن هذه المرتبة منذ سنوات طويلة. أظن بأن كل شيء سيلعب في مباراة العودة بين الفريقين، حيث يتوجب على المولودية العودة من سطيف بنقطة واحدة على الأقل إذا ما أرادت التتويج باللقب". * * "سعدان يفكر في ما بعد المونديال" * وفي نهاية حديثنا مع ميشال، عرجنا على موضوع المنتخب الوطني، باعتبار أنه كان محللا لمبارياته التصفوية لفائدة القناة الثالثة للإذاعة الجزائرية، فبدا لنا متحفظا بخصوص الطريقة التي ينتهجها المدرب الوطني رابح سعدان لانتقاء تشكيلته تحسبا للمونديال. "أظن أن الظرف غير مناسب لتجريب اللاعبين، لأنه لا يفصلنا وقت طويل لتحضير المونديال، ومع ذلك فربما يريد الناخب الجزائري تحضير مرحلة ما بعد المونديال، وهو أغلب الظن، لأنني لا أتصور أنه سيغير كثيرا في تشكيلته قبل أسابيع قليلة عن كأس العالم". * ولعل الحديث عن مرحلة ما بعد المونديال دفع ميشال لإبداء رأيه بخصوص ما آل إليه المنتخب الوطني الذي أضحى يعتمد في غالبية تشكيلته على اللاعبين الذين ينشطون بالخارح. "أعتقد بأن الاعتماد على اللاعبين الذين تنجبهم المدارس الأوروبية لا يمكن أن يشكل حلا دائما للكرة الجزائرية التي عليها العودة للرهان على ما تنجبه فرقها، لأنني متيقن بأنه في حالة لو لم تتمكن الجزائر من التأهل إلى المونديال، لانقلب الجميع ضد المحترفين".