رفع ستار الطبعة التاسعة من مهرجان المسرح العربي بفندق الميريديان بوهران وأعطى وزير الثقافة ووالي الولاية ورئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله شارة انطلاق الفعاليات التي ستستمر على مدار عشرة أيام وتحتضنها ولايتي وهران ومستغانم. راهنت الجزائر في حفل الافتتاح على التاريخ، ورفعت سقف التحدي في تنظيم أقوى طبعة عربية منذ انطلاقة الحدث الذي حط بعدد من الدول العربية "دولة الامارات ومصر وتونس والعراق والكويت والمغرب". واختار الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتنسيق مع الهيئة أن ترافع الطبعة الجزائرية لمسرح القضية وركح النضال، فكان لأعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني حصة الاسد من الحفل، حيث تم تكريم 15 عضوا ممن لايزالون على قيد الحياة وهم "مصطفى سحنون وصفية كواسي وبن ابراهيم زهرة وابراهيم دري وحليمة زرقاوي وعبد الرحمن بسطانجي المعروف باسم "طه العامري" وأحمد حليت والسعيد السايح وثامر الطاهر والهادي رجب بوليفة وأحمد التلي والطاهر أحمد ومحمد قرومي وجعفر دامردجي وعبد القادر شروق المعروف باسم "جعفر باك" والمتواجد حاليا بمستشفى زرالدة في حالة غيبوبة منذ فترة - حسب تصريح نجله للشروق - على هامش التكريم الذي تسلمه نيابة عنه. تعالت صرخات عبد القادر علولة في "حمق سليم" وعز الدين مجوبي الذي اطلق اسمه على هذه الطبعة في "العيطة" و"الحافلة تسير" وترددت على مسامع الحضور "لا أريد للمسرح أن يموت" "ادين الإرهاب وحزين لأن الدم يسيل". اختيرت فقرة تكريمية للفقيدين واستذكرت عددا من رموز المسرح في الجزائر على غرار امحمد بن قطاف ورويشد وسيد علي كويرات ويحيى بن مبروك ومصطفى كاتب ومحيي الدين بشطارزي وعلال المحب ومحمد توري وحسن الحسني والقائمة تطول، لتؤكد على أن للجزائر تاريخا طويلا مع أبي الفنون وأن التجربة المسرحية في الجزائرأصيلة. ورافع رئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله لمسرح الحب ولمسرح السلام في زمن الشتات العربي قائلا "ادخلوا الأوطان من مسارحها وأشعلوا نار المسرح المقدسة عملا بمقولة حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي البشر زائلون ويبقى المسرح". واكد رئيس الهيئة في تصريح ل"الشروق" على هامش الافتتاح أنهم متفائلون باحتضان الجزائر للحدث ومؤمنون بأن كل المسؤولين من مختلف المواقع جندوا الامكانات التقنية والبشرية لإنجاح الدورة. وقرأ المسرحي العراقي عزيز خيون رسالة المسرح العربي نيابة عن المسرحي الأردني حاتم السيد الذي تخلف بسبب سوء الأحوال الجوية في اسطنبول. وكانت الرسالة عميقة هادفة وضعت الأصبع على الجرح وشخصت واقع المسرح العربي "الى كل المسرحيين العرب الذين يحملون الراية على امتداد التراب العربي، ويعاندون مرارة التهميش والإقصاء في زمن الانكسار، زمن الظلاميين، زمن محو الهوية واغتيالها وطمس التراث. أقدم اعتذاري لنفسي ولوطني ولعروبتي ولكل الذين لم نستطع أن نحمي أحلامهم ونصعد يوعيهم .. فموازنات وزارات الثقافة في الوطن العربي شحيحة وهي في مجموعها لا تعادل اجرة نجم في كرة القدم أو مكافأة مدرب رياضي في أحسن الأحوال". وفي تعقيبه على الرسالة قال ميهوبي "من المعروف أن وزارات الثقافة هي العجلة الخامسة في كل سيارة وهي الطفل اليتيم في كل عائلة، وعلى المبدعين ألا يتأثروا بالوضع المالي وإن يتسمروا في العطاء".